شعر وأدب

الحلم الدامي

من الذكريات الذكريات ذلك الصندوق المقفل على شاطئ الأمنيات

✍️ فايل المطاعني :

“من اغرب القصص التي صادفتني ، هذه القصة التي سوف اروي أحداثها لكم “

ذات مساء ربيعي ، قبل أربع من السنون .كنت كعادتي احاول ان اكتب قصة جديدة، ولكن في ذلك اليوم لم يأتي الإلهام فتركت القلم وهذا ما أفعله عندما يغيب الإلهام أن أترك القلم واجلس اللعب مع اطفالي ، فتلك بالنسبة لي متعة لا تضاهي ، وفجاءة سمعت هاتفي يرن ،وعندما تحدثت وجدتها فتاة اظن وان بعض الظن اثم في الرابعة والعشرين ربيعا.
ولم تلقي التحية بل بادرة بالحديث قائلة وكأنها تلقي خطاب تأبين أحد أقربائها :اريدك ان تكتب قصتي .فقلت لها مازحا : يا حسناء. ردي السلام اولا وبعدها نتحدث .
قالت وبصوت مبحوح
اسمي ( مزن سالم )
و اريدك ان تكتب ما سوف أقوله دون زيادة أو نقصان
ولم اجد الى الدخول إلى عالمها أية وسيلة فقلت لها : حسنا هات ما عندك .
فقالت : انا عائدة من الموت!!
حاولت أن أفهم معني ذلك العنوان ، ولكنها استرسلت في سردها لقصتها واكملت قائلة .
أنا فتاة مخطوبة لابن عمي منذ كنا صغار ،وعندما كنت صغيرة مرضت مرضا شديد ،فنذر والدي أن شفيت أن يذبح عجل كبير ،والحمدلله شفيت ولكن والدي نسي أن يبرا بانذر ،ومن هنا تبدأ الحكاية
وسكتت مزن ، ولم تكمل حكايتها ،وانا اسمع بكائها، وبعد صمت استمر دقائق ،قالت هل يمكن ان اراك استاذ ،فقلت لها :على الرحب والسعة ، مثلما تريدين ،والحقيقة شدني حديثها ،ومن احساس الكاتب علمت أن هناك خطبا ما
وجاء الصباح وأصوات العصافير تملأ الدنيا بذلك الضجيج الجميل ،حاملة الخير والحب والسلام.
ورأيت رسالة صباحية ،تحمل تحية الصباح وايضا دعوة إلى احدى المقاهي الراقية في إحدى المنتجعات في مدينتنا ،فذهبت والفضول يكاد يقتلني.
استقبلتني بكل ترحاب بالفعل فتاة لم تتجاوز الخامس والعشرين ،ولكن من يراها يقول انها في الثامنة عشر من العمر ، أنيقة وجميلة ،و خاتم من الالماس يزين اصابعا النحيلة الجميلة فعلمت أنها مخطوبة، ولكن اثار الإرهاق يكاد يطيح بكل ذلك الجمال ،فقلت لها :ماذا لديك ؟
لمحت ابتسامة تكاد تخفيها من حيائها .ولكنها تماسكت ثم قالت : اعلم انك تحب شراب المانجو مع الاناناس مزين بالفستق الحلبي ،اخذتني الدهشة فعلمت أن الكاتب حياته ليست ملكه فهو مكشوف بين متابعيه.
فقلت لها :حسنا ونحن في انتظار ذلك الشراب الرائع هل ممكن أن تحكي ما حدث لك ان الفضول يقتلني !
فقالت . استاذ وكأنه حلم ، حلمت به ،ولكنها الحقيقة وانا اعلم لن يصدقني أحد ، لذلك أردت أن تكتبها وكأنها قصة .
حلمت انني ميتة ،حاولت أن
انهض أو اصرخ لكن لا أحد يسمعني الكل من حولي يبكي ولكني لم أمت أنا على قيد الحياة انا فقط نائمة واريد النهوض ولكن لا احد يساعدني، وفجاءة جاء رجلان شديدا البياض فوق رأسهم عصبة بيضاء و لحيتهم طويلة جدا تكاد تصل إلى السرة
يا الله أنهم يحملاني، و يغادرا المكان انا ابتعد عن اهلي !
أري امي تبكي واخواتي وبنات خالتي وصديقاتي الكل يبكي اسمع بكائهم احاول أن أصرخ ولكن لا احد يسمع صراخي ،تكاد حبال صوتي تنقطع من الصراخ ولكن لا جدوي ،من هذان الرجلان؟ والى أين ياخذني؟ إنهم يقفان خلف تلك النافذة المرعبة وكأنهم بانتظار إذن الدخول أو ما شابه.فقلت لها مقاطعا : اي نافذة
قالت مزن: انها نافذة بيتنا واضافت بيتنا القديم كان بيت جدي ،ولكن والدي أخذه من اخوته بعد أن قال لهم بأن جدي قد باعه له …وبعدها استأنفت حديثها قائلة:
اني أري النافذة تتحول الى باب كبير ويدخل منه الرجلان وهم يحملاني معاهم، ما هذا المكان
مكان موحش الرائحة كريهة جدا وكانه كهف أو ما شابه واخذ بصر مزن يجول في المكان والرجلان يطوفون بها حول صخرة كبيرة عليها غطاء احمر مثل طواف المسلمون بالكعبة المشرفة ما هذا أنني أري في الركن هناك خالي علي الذي قيل لنا أنه مات في حادث دهس
والى يساره تقف جارتنا علياء التي ماتت أثناء ولادتها لابنتها وصرخت :خالي علي خالي علي ولكن خالي لا يسمعني ولا يراني
ومن هذا الواقف كهيئة الصنم أنه ابن عمي محمود الذي قيل لنا أيضا أنه توفي إثر حادث سير وهو متوجه الى عمله وبكت
مزن وهي تقول :كل اهلي الاموات هنا ولكنهم لا يعرفونني لا يلتفتوا اللى وانا الآن مثلهم ميتة
الرجلان يقفان عند باب ضخم وعليه حرس كأنهم ينتظروا الاذن بالدخول فتح الباب
ادخلني الرجلان على شخص يجلس على كرسي ضخم وكأنه عرش مثل الذي نشاهد في المسلسلات التاريخية من هذا الرجل و جحظت عيناها وهي تري عمها راشد يسجد إلى ذلك الرجل الجالس على الكرسي الضخم وهو يقول بلهجة الذليل
العم راشد: سيدي هذه الفتاة التي وعدت أن اتي بها فداء لي فهل تتعطف وتقبلها منى وتعتق رقبتي يا سيدي العظيم
نظر ذلك الرجل الى وقال و بلهجة الأمر :اخلعوا ملابسها
ورأيت الرجلان يخلعوا ملابسي وأخذ كبيرهم يفحص جسمي وفجأة قال وبلهجة غاضبة
ارجعوها لا اريدها لا اريدها
هذه الأضحية فيها عيب
ورأيت وجه عمي راشد يتلون والخوف قد سيطر عليه
واخذ يتوسل إلى ذلك الرجل ويقول له:سيدي هذه اجمل بناتنا جئت بها اليك فماذا بها من علة
الرجل :,انظر الى ظهرها هناك وحمة أعلى كتفها
وأشار غاضبا إلى الرجلان :ارجعوها ارجعوها
وحملاني الرجلان والغضب يكاد يعصف بهما.
و ابتسمت وهي تقول :من الغرائب انني لم اكن راضية عن تلك الوحمة التي أنقذت حياتي .
ودخلا من النافذة إلى البيت وسقطت بقوة على الأرض حتى صرخت من قوة الالم
وهنا سمعت امي تقول
الحمدلله الحمدلله الحمدلله لقد فاقت من الاغماء لقد كتب لها عمر جديد ….
انتهت .
هذه القصة رويت لي من اربع سنوات وهي قصة حقيقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى