شعر وأدب

ستحتضر روحك بين يدي

✍️ وجنات صالح ولي :

عاد لي معتذراً يحمل ليا الأزهار بعد أن ضمها بذلك الشال. ووقف حائراً باي منهم قد يبدأ هل بالسلام أوتقديم الأزهار أم بذلك الإعتذار المدين لي به منذ سنين الذي ربما قد لايجدي .أو أن يقف منتظراً لردة فعل مني قد تقهر .
وهل يكون كافياً تقديم الأزهار وكلمات تعبر بإعتذار بعد مضي قطار العمر ولحظات الهدم والأنهيار التي ضاعت في قائمة ووقت الإنتظار. لن تفيد الأزهار لمعالجة اللحظات الحزينة التي سلبت القلب والعقل السكينة ،ولن تطوي مرارة الأيام وصفعات الخذلان .من أوهمك بأن كل شيء سوف يزول حين تقدم وردات جورية أو زهور بنفسج مخملية ، لاشيء يمكنه أن يزول لأنه نقش بقسوة على القلب بتكرار دون ملل و حتى أصبح بارد كالحجر ،هناك نهايات غير متوقعة حين جهزت نفسك للرحيل بعد الإنطفاء الذي حاوط روحك ودمر مشاعرك وجروحك ولن يجدي أي أعتذر طالما الليل يمحوه النهار .
وستموت زهورك بين يديك وتجف وأنت واقف ، ولن تتجاوز باقي حياتك تلك المواقف سأدعك تحترق أمامي بصمت .وأنت لاتملك إلا إنتظار قبولي لإ أعتذار مات في محراب عيني بقسوة ويرفض معك اللين، وستظل تعتذر داخلك طول السنين على كل تلك اللحظات المهجورة المكسورة ولحظات جميلة دنستها أنت بأفعالك. ولم تستجيب يوماً لقلب أحبك بكل المشاعر المستيقظة .ولكن حين أنصهر ذلك الحب ومات أتيت تحمل له إلازهار ولم تتوقع أنه شيع لمثواه الأخير بعد محاولات عدة ختمت بالرحيل فهل تقديمك للأزهار سيمحو لك غلط الليل وهجران النهار؟ لا أعتقد وسأجعل وقوفك أمامي معتذراً حتى تحتضر أزهارك مثل ما أحتضرت روحي بقسوة بين يديك ولم تشعر بذلك .
ولن يكفيني حتى لو أعتذرت بجميع لغات العالم وأنت تحمل لي الأزهار طمعاً في التسامح والغفران .

الحايطي

المشرف العام بجريدة " الآن " رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى