الملتقى والحلم

من كتاب هجوم الغربان

✍️ محمد ابراهيم الشقيفي :

اللحظة التي يشتاق فيها القلب إلى لذة الاحتواء والاختباء بين أحضان الحب حقا ينساب فيها سلسبيل العشق من فاه ينابيع شعاع طيف الحياة يخرج ذاك اللون الأزرق من ذاكرة نجم يدور فى فلك السماء يرسم ضحكات الجمال على وجه القمر يبرز لنا ملامح السعادة على عجل .
إن الحنين العائد يسكن صدر الجوارح يسرد تفاصيل الواقع يغير إتجاه حراك الحاضر يشبه فى شدته زوابع الإعصار . الشوق الذي يسعي بين دروب القدر على كتفيه أثار من أخبار الماضي يحمل وردة صفراء يعزف على ملمسها الناعم إيقاع سيمفونية الغيرة لحنها يردد متى يتجدد ثانية هذا اللقاء .
يريد الحب موعداً أخر على شاطئ تعكف على رماله زمردة الأحلام دون أن تبكي على الدنيا عيون الأطلال إن الشغف الذى يشبه قوة الرعد يستسلم أمام مقلة عيني القلم التي يسكنها سيل من الدمع الحار .
إنها من أبحث عنها بين اللؤلؤ فى عمق التفاصيل لقد سقطت يوماً في بئر جعلني أنزف أرتجف أراد الخوف أن يقتلع عنق الغرام ببطء شديد.
ملثم أيها الشوق تختبئ فى خلوة الوادي تبحث عن عيون يملؤها عناق المطر تلتحم فى جسد الشتاء أرى حمرة على جبين خد الخجل تزين غيث الأمل فى صقيع العطش أمسك قبس من نار الحب أتذكر النظرة الأولى وجه الأنثى لا يفارق واقعي الخاص لقد أخذت معها مفتاح القلب بعد أن أغلقت عليه كل باب .
كنت أعيش فى سرداب العزلة بين دفتي الليل و سفينة العمر تمر فى مضيق بين أمواج البحر الميت لها نظرة وداع قاتلة أصابة عمق الوجدان تتغير سريعاً كل الأحداث تمر مشاهد الماضي و أتنفس من جديد بعد صراع قاوم صرخه اليأس أيتها السفيرة الساحرة اسكبي على عيني من شعائر النور عبق .
متمردة تمرح رقتها التي تمزح جذبتني وأنا اسرح جعلتني أشرح لعيونها الحب فى نظرة سكون .
يا صدفة الأقدار أى أنثى التى أخذت بيدى بعد انقضاء خريف العمر يا ذروة الأحاسيس إنها مرآة تعكس الذكريات أرى فيها شجوني وضعفي أغوص فى خلد الهوى بضع من اللحظات لقد سرق النوم شهيق أنفاسي قالت لي أصعد تكلم على خشبة المسرح أشارت شفاها بهمس غير مسموع قالت لى لا تكن شقي أفرح لا تندم ولا تتألم تألق أيها العالق كن فارس أمسك لجام الجواد لقد أبهرت نبرات صوتها الرقيق عقلي أسعدتني صدى تلك الكلمات رغم أنها لم تنطق بعض العبارات لكنها قالت فى براءة من العفوية إن صدق المشاعر تجعل نبضات القلب سريعة ونشعر بعدها أننا نطير فى عالم جميل و لوكان السير بدرب الخيال أشبه بالمستحيل .
سيدتي لقد عشنا يومين معا فى سعادة ومازال الطريق طويل أنا أبحث عن ندى الحب فى فحواك فلماذا الدموع وإلى أين ترحلين
وهل للحب الضائع بديل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى