كن إيجابياً معمراً للأرض بحسن الخلق وتحكيم العقل.

✍️ فايل المطاعني :

                      ” خلود ترحل “
مر شهرين على وجود خلود في مسقط، و بدات تتعافي تدريجيا ، من صدمة حبيبها عبدالله ، و ذات يوم شاهدت عبدالله وهي تشرب القهوة في أحد المجمعات التجارية في العاصمة مسقط ، نظرت إليه نعم انه عبدالله كان يبتسم و يمزح، مثل اي شاب أخر ، وربما الان معه حبيبة اخري اقصد ضحية أخري، يريد أن يفترسها.
و قالت ساخرة : مسكينة ايتها المرأة كم انت حمقاء، عندما تصدقي دموع الضباع لم تشعر بأن ضميره يأنبه، لقد تحول إلى ذئب بشري بكل ما تحمله هذه الكلمة من معني، الم اكن يوما حبيبتك، ثلاث سنوات أليست كافية لكي تحبني
بعمق واخلاص !؟
ماالذي فعلته لكي تجازي إحسانى بنكران، لست تلك التى كنت تسميها حبيبتي ما الذي حدث،لم تعد تحبني قلت جائز، ربما وجدت فتاة أجمل منى، ولكن هل ستجد فتاة ، كانت تمارس حبك مثلما تمارس فروضها الخمس ، لم تسمع فيروز عندما قالت
شايف هالبحر شو كبير
كبر البحر بحبك
لا انت لم تخذلني
انت قتلتني.
لم اعد خلود الفتاة البريئة البسيطة ،لقد كنت دنيتي بل كنت كل ما أملك من الدنيا.
نظرت إليه مباشرة : نعم إنه عبدالله وعندما لمحته خرجت تركض من المجمع التجاري ، كأنه أحد كان يلاحقها ، لقد رجع إليها خوفها القديم، زمان عندما كانت طفلة ،كان الخوف منطقي وطبيعي ، طفلة لم تعتد على البشر
وجدت جدتها التى كانت تقول لها : لا تثقي في الرجل ،فكل الرجال ذئاب، وعندما كبرت و احببتك، وجدت أن الرجال فعلا، ذئاب الا انت.لذلك احببتك بجنون بجنون
ولم يتوقف بكائها حتى أتى الشرطي قائلا لها : ممكن رخصة القيادة، وعندما نظرت اليه،رات وجه عبدالله فقالت: انت
عبدالله؟
ابتسم الشرطي بخبث ، ونظر إلى اسمه المكتوب على قميصه قائلا: عرفتني من الاسم المكتوب على القميص ، انت ذكية ، وارد أن يخرج ورقة ليكتب رقم هاتفه الشخصي ويقدمه لها
خافت خلود و قالت: ذئب ولم تسمع ما قال فحركت سيارتها بسرعة هاربة تهرب وتهرب إلى مالا نهاية و تبكي حتى اصطدمت ،بشاحنة كانت متوقفة لتحميل اغراض.
عائلتها تتلقي خبر وفاة ابنتهم خلود في حادث مروري مروع.
غابت خلود عن العمل فجأة، ولم يستطيع خالد أن يعرف سر غيابها عن العمل فارسل لها رسالة ظاهرها فيها الاستفسار عن التغيب، ولكن الخافي يقول لها : خلود من اول يوم عرفتك فيه وانا أحببتك، أحببت فيك نقاء قلبك، والبساطة الجميلة،التى تتمتعين بها، نعم أحببتك،كما لم يحب رجل امرأة، لقد ملكتي كل أحاسيسي والآن انا اعترف لك.وانا اعلم ان الرجل لا يصرح بحبه للمرأة علانية، فالنساء ماهرات في اكتشاف من يحبهم
خلود هل تعلمي كم مرة كتبت اسمك على رمال البحر، لعل وعسى تمرين فترين اسمك مكتوب ولكن البحر كعادته معي يشاكسني، فيمحى اسمك ،ولكن هيهات فأسمك محفور في قلبي.وانا اتقدم إليكم طالبا يدك، فلا تردي يدي فارغة،وانا اعلم ان الكرم من طبائعك، والرقة كيانك.
والجمال يغلف وجهك فأصبحت كالحجر الكريم التى لم تعبث بها
يد البشرية
قرأت خلود رسالة خالد وأخذت تبكي، وتنتحب وهي تقول:كيف ما حسيت بك، ولا عرفت انك تحبني، أغلقت عيناي عن رجل مثلك ،اين كان عقلي الذي كنت ادعي وجوده ، لماذا يارب كل الاشياء الجميلة تختفي من حياتي..لم ترد خلود على رسالة خالد مباشرة فلم تجد الكلام المناسب ، ماذا سوف تقول:حبيبتك التى تحبها اصبحت ملوثة ، ماذا سأقول له: انتظرني حتى ارجع فتاة اخري،ولكن قلبي لن يرجع فتاة بل قلب امرأة مجروحة.
أنتظر خالد ردا على رسالته وعندما طالت المدة اقتنع بأن خلود لا ترغب في الارتباط برجل أسمر فأصبح حزين مكتئب.
وفي ليلة سعيدة من ليالي القدر الجميل، جاءه اتصال ، وعندما راي الاسم خفق قلبه، فلقد وجه كيوبيد سهامه التى يحملها كلها بأتجاه قلب خالد ،وكانه يقول له هذه المرة ارمي فسهامك لن تخطى
معاني الكلمات
كيوبيد:اله الحب عند الإغريق القدماء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى