تحكي الحروف

✍️ محمد إبراهيم الشقيفي :

هيهات بين النجاح والفشل فقد بعدت بينهما تلك المسافات الطويلة التي تخطت حدود مئات الآلاف من الأميال لا يعرف الفرق بينهما إلا من ذاق طعم الويل فى جحود الأيام ثم اجتهد وسلك السبل و اراد أن يتذوق من جديد طعم الأمل.
ما أروع أن نعتبر كى لا يتكرر الخطأ و نستمع إلى الشىء ليس من أجل التسلية والترفيه بل نجلس فى سكينة تحت أغصان فروع حكاية اشتدت علي جذوعها الممتدة فى العمق قسوة المواقف كسرت الأحزان منها بعض أطراف الفروع .
وبعد حالة استثنائية من الصراع بين النجاح والفشل فقد أنبتت من بين جنبات الوهن والخمول قوة في صهيل الخيول وهي تتحمل المسؤولية مع الفارس جنباً إلى جنب تقاسمه إحساس الجوع والعطش فى حالة السفر .
المهر العربي الأصيل يودع الدنيا حزناً على رحيل من إعتاد أن يطعمه فى فجر كل سباق بين الخيول قالب من قطع السكر .
الخيل لا تأكل قط من يد القاسي هى حرة بين كل الفصائل و نادرة الوجود .
خذ من الحكاية زهو الصمود شاهد دراما الأنثى و خجلها وهى ترفض دخان تبغ بين ذراعي الدنيا عندما رأت فى المرآة وجه الحاضر القبيح وعلى مشارف الهلاك يحدث هذا بعد صراع مميت بين قضية النجاح والفشل.
لقد طافت والمشاعر حول الأماكن المغلفة بسلاسل حديدية مكثت دهراً تتحسس وجود الأمل حتى فتح القدر لها أفواه النوافذ أعطاها القلم و محبرة و رقاقة من جلد ناعم وقلم ذو خشونة يلتصق به مداد الضاد تحكي لها الحروف أوجاع الألم فى صدور الأمهات هى على موعد مع الغروب و في ذات السياق سباق يتصبب فى مد بصره العرق .
إمرأة تملك عزيمة تشبه وحدات الدفع الرباعي فى مركبة مكوكية ضخمة كى تهاجم أطرافها الحياة العصيبة فوق اعالى سفوح الجبال.
لقد سبحت فى بحر تتلاطم فيه سياج الموج الأزرق ومن فوق رأسها مباشرة الشمس الحارقة وهى بين البين صامدة صامتة.
ظلت تكافح من أجل أن يبقى فى ثوب التكافل شيء من نسيج الصوف وهى تغزل تحت الصقيع برده مطرزة من وحى الخيال تسر خاطر الناظرين.
من سلسبيل فيض سكن بين أحضان مرادفات ترصد فى معاناة البشر تعلمت كيف تعيش داخل زقاق تفاصيل العالم و متى تكون جريئة إذا لزم الأمر حتى تقف دون أن تخضع بالقول تواجه سخافات التطفل من غير فضول زائد ولا الخوض في تفاصيل دقيقة إنها المرأة ذات القوية التي يقطن فى نبض جوارح فؤادها لين على لين .
صبغة العطاء لا تتلون مثل الحرباء ثابتة فى كل حال فى أكحل اللحظات الحرجة تعطي دون تردد فى ثبات وهى ترتدي قفازات النضال أنظر إليها تارة أراها سيدة عفية تواجه التحديات وتارة تذبل أوراقها مثل ثمرة أصابها القحط .
استوقفتني كلمة هى قائلها بمائة راجل أنا هى الشفرة التى من خلالها عبرت شاطئ الحياة موروث ثقافي لم تصيبه آفة الجهالة والعقم لديها عالم حواء الخاص توصد الأبواب بطريقة محكمة حتى لا يدخل على مسكنها غريب حريصة على أن لا تبوح بكلمة فى غير موضع صحيح تعاتبها المرآة التي تعكس خجلها وهى غافلة . استثمرت طاقتها فى ركاب قطار يسلك درب المستحيل دهست عجلات الحظ بعضاً من مشاعرها وهى رافضة بكل قناعة مصافحة يد رجل اتكالي و متكاسل يخشى بغموضه أن يواجه المصاعب .
أصبحت أكثر تميزاً عندما اتسعت دائرة معارفها فى لحظات الغيوم وجهه رسالة عفية إلى ذويها وهى تداعب الماء الشفاف على شاطئ البحر كونوا أقوياء رغم أقاويل الريح العتيقة المحملة بروائح العرق والعناء بين الحواجز الطاحنة. فإن القادم أفضل وعوض الله أكبر حين يتعافى القلب ويترك العقل شرار الخلق بين الأهوال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى