خالد
من قصص الواقع … حكايات صورية " الحكاية الرابعة

✍️ د. فايل المطاعني :
الحب يأتي دون سبب، ليس هناك قيود له ، لا يأتي بمال،ولا يؤخذ بسلطة،ولا يقاس بعمر معين
الحب قدر، ومن اجمل الأقدار .
ذهب خالد كعادته كل صباح قبل الذهاب للدوام ، الى البحر للممارسة رياضة الجري ، لاول مرة يحس بالسعادة بدايات الصباح الباكر ، وشمس وأشعتها الذهبية تذكره بلون محبوبته خلود.
عندما نطق اسمها توقف عن الركض ، شعر بكمية من السعادة تغمره دفعة واحدة وأخذ يجري كالمجنون ، ووقف عند اقرب نقطة تفصله عن البحر وكتب أسمها خلود .
لا يعلم لماذا تصرف هكذا وكأنه مراهق لم تختبره الحياة ولم تعلمه السنين شيئا وأخذ يضحك و يغمر نفسه بمياه البحر، لا يعرف لماذا هذه الفرحة المفاجئة
عندما كتب اسم
محبوبته، وبعدها بدقائق معدودة، الاسم مسحته الامواج ، وكأنه لم يكن
نظر إلى بقايا الاسم ، وفى رأسه تسائل يقول :اذا اخبرت خلود
بحبي لها ، ماذا ستكون ردة فعلها ؟
واخذ يركل البحر بقدمه لا هدف ، فقط لتفريغ كمية الغضب التى اجتاحت عواطفه في تلك اللحظات ووقف أمام صخرة كبيرة ولسان حاله يقول :اذا اخبرت خلود بحبي لها ، هل ستوافق أم ستنظر إلى لونى الاسمر ، وتقول نفس الاسطوانة التي اعتاد سماعها مجتمعنا يرفض مثل هذه الزيجة.
وبدأت تظهر عليه العصبية:
الا لعنة الله على المجتمع واقترب قليلا من تلك الصخرة الكبيرة وأخذ يبكي، ويبكي وكأنه طفل فقد ولدته في زحمة الناس
لا يعلم لماذا فى تلك اللحظة بكي ولكن الدموع اخذت تجري بلا إذن منه ولا حياء
وكأن الدموع تقول له : مستحيل أن توافق خلود لن تنظر الى نقاء قلبك ، بل ستنظر إلى سمار لونك
وهذه مقارنة بالتأكيد ليست عادلة
وأخذ يردد قائلا: لماذا الطيب دائما مغلوب على امره