هل رمضان جاء للأكل والشرب

✍️ صالح الريمي :

سؤال كان يجول في خاطري، مما رأيته بالأمس بعد صلاة الجمعة وأنا مار من جانب إحدى صالات التخفيضات للمواد الغذائية عكس عن ماهو مفهوم شهر رمضان، فهالني ما رأيتُ من الزحام الشديد، فسألت أحد الماره الخارجين من هذه الصالة هل هناك توزيع للمواد الغذائية بالمجان؟.
فقال لا.. بل هناك تخفيضات كبيرة لدخول موسم رمضان، استحضرت حديثًا دار بيني وبين شخص في أحد مراكز التسوق الكبيرة قبل سنوات مضت عن الزحمة في كل مكان قبل دخول رمضان بأيام، ولعله كل عام يزيد الناس في الزحام وفي طوابير المتسوقين في كل سوق، فهل رمضان جاء للأكل والشرب؟ أم للصيام والقيام والعبادة وقراءة القرآن وقلة الأكل؟

ولكن على النقيض تجد البعض من الناس يستهلك ميزانيته بشراء مواد غذائية بكمية كبيرة قبل دخول رمضان، ويشتري سلع استهلاكية ربما تكون غير ضرورية، ويشتريها فقط لأن عليها عرض خاص، وأكثر هؤلاء يفتقد لنظام الادخار في ظل الأزمة الحالية لاغلبية الناس..
فجميل أن يذهب أحدنا إلى أقرب بقالة صغيرة قريبة من منزله ليأخذ منها حاجته اليومية من مقاضي رمضان بالقدر اليسير، ويقلل من شراء الكميات الكبيرة التي ربما بعضها تنتهي صلاحيته ولم يسنخدم، لذا قللوا من الاستهلاك المرهق لميزانة الأسرة، فإن شهر رمضان ليس شهرًا للأكل والشرب والنوم.

شهر رمضان هو شهر مقدس في الإسلام ومن أهم الأعمال التي يجب القيام بها، الصيام بالامتناع عن الأكل والشرب من الفجر حتى الغروب، مع الإستمرار في أداء الفرائض والواجبات الأخرى، كالقيام والعبادة وقراءة القرآن الكريم، فشهر رمضان هو شهر العتق والغفران، والصدقات والإحسان، وتفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، وتقال فيه العثرات، وتجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه السيئات..
ورمضان أيضًا فرصة لمراجعة الحساب من الناحية الإيمانية، والاجتماعية، والثقافية، والأسرية، ورمضان، وفرصة لمراجعة الحساب مع النفس، والأهل والأصدقاء، ورمضان فرصة لتغيير الخطة السابقة إن كانت غير مجدية في بعض مشاريعك وتطلعاتك وأهدافك في العام الماضي، ورمضان فرصة لمراجعة علاقتك مع الله، ومع الآخرين وبالذات مع أسرتك وأهلك وجيرانك.

*ترويقة:*
ويجب أن ندرك أن الصيام لا يهدف إلى معاقبة الناس أو تحميلهم أعباء لا تطاق. بل إن الفكرة الأساسية وراءه هي تعليم الاعتدال والانضباط الروحي والجسدي حتى لا تصبح الإغراءات البشرية جامحة وغير قابلة للسيطرة ليكون الإنسان عبدًا حقيقيًا لله، فمن الضروري أن يكون قادرًا على تكييف سلوكه مع الانضباط الأخلاقي والروحي المتجسد في شريعة الإسلام.

*ومضة:*
دعوة صادقة من الأعماق لزرع مفهوم الادخار، ومفهوم شراء ما نحتاج إليه فقط دون إسراف وعبث بنعم الله.

 

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى