من دقّ بابنا

✍️ صالح الريمي :
شهر رمضان وهو شهر لتعزيز التراحم والتأخي والتزاور بين أفراد المجتمع، وبالنسبة للفقراء يعتبر موسم الجود والهبات الذي يفيض عليهم من كرم ما فُتح على الأغنياء من أبواب الرزق الواسع، حيث ينتظر الفقراءُ شهر رمضان من كل العام لأعتبار أن شهر رمضان هو شهر الخير والإنفاق؛ حيث أكثر الأغنياء لا يُخرج زكاة ماله إلا في شهر رمضان..
ومن رحمة الله أن جعل للفقراء حقًّا على كل غنيٍّ؛ كيلا يفتقدوا فرحة هذا الشهر الكريم، فلاتجعلوا الفقراء يشعرون عند قدوم شهر رمضان بعجزٍ شديد في توفير نفقاته، مما يجعلهم في همٍّ، وغمٍّ، وحُزن.
من هذه المقدمة أنقل لكم ما قالته إحدى المعلمات في إحدى الدروس عندما سألت تلميذاتها من دقّ بابنا؟ فقلن جميع الطالبات: قدوري دقّ بابنا، إلا طالبتان لم تجيبا عن السؤال فظنّت المعلمة أنهما لم تفهما الدرس!! فاقتربت منهما، وقالت لإحداهن من دقّ بابنا؟ فأجابت الطالبة: ليس لدينا باب حتى يدقّه قدوري، فسكتت المعلمة، ونظرت إلى الأخرى وقالت: مَن دقّ بابنا؟ فأجابت: منذ أن توفي أبي لم يدق بابنا أحد، عندئذ قالت المعلمة بحزن: انتهى الدرس..
ولهذا معظم الفقراء ينتظرون في شهر رمضان من يتذكرهم ويدق بابهم، فلا تنسوا الأيتام والمحتاجين والفقراء والمساكين، فالمال لايؤخذ إلى القبور! أعطوهم بدافع الصداقة والحُب، ليس بدافع الشفقه، لا تجعلونهم يشعرون بانهم أقل مكانه منكم، واحتسبوا الأجر عند الكريم.
*ترويقة:*
إنَّ الفقراء ينتظرون عطفكم في هذا الشهر الكريم، والصدقة في رمضان يضاعفها الله عز وجل إلى سبعين ضعفًا، والله يضاعف لِمَن يشاء، والصدقة تُطفئ غضب الله تعالى، كما يطفئ الماءُ النار؛ قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.
*ومضة:*
رمضان فرصة تاريخية قادمة ومهيأة لكم أيها الأغنياء؛ لتنالوا من البركات والحسنات، فلا تترددوا في العطاء والإنفاق، وحرروا أنفسكم من الشُّح، والبخل، واستعدوا لرمضان بالجود والكرم والإحسان، فليس للإحسان جزاء إلا الإحسان.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*