قصائد و مقالات

سلم الحياة

من كتاب هجوم الغربان

✍️ محمد إبراهيم الشقيفي :

استوحش البرد القاسي على الجسد الهزيل أرفض تنطع الكبرياء أتوجع حينما أدرك سخف الواقع على مسرح ذات ألواح هشة أخشى أن أتحدث عن خوف يلهث خلف خطوات الأمل أتوهم ضباب يخفى جمال النور يقبح النعم أرى الذئب يمزق حصى الدرب و يتعثر المسالم ثم يمسي الصحيح ذو علة بين عيني مغرور يعشق رياء الكذب يلطم وجه المتكلم بحق نحتاج أن نهرول وراء الحقيقة نحاور الحلم نكسر أسورة قيدت أيادي المستحيل أم نضع على قبر الصدق إكليلا من الزهور.
قد نصارع فى حلبة بها ذيول العقارب تطوف وهى عمياء ذات أذن صماء وقلوبنا نبضها شائك ختم عليها باللاوعي فلم تدرك معاني الرحمة .
تستمتع القلوب المريضة بوجع الغير لم تعى دبيب النمل و لم تفقه تسبيح عبير الورد مغيبة فى دائرة المتاهة.
أنتظر هنا لقد غاب عن مشهد الإذلال أمر هام اللهو والمرح على حساب كرامة الضعفاء كسر الخواطر بين الخلائق يزاحم بين نار الكبائر .
أفعالنا استفحلت حتى بلغت عنان السماء لم يعد لنا مكان على الأرض الذى وطأتها الآلام.
الضيق من غلبة الدين وقهر الرجال هما حملي اثقلين صاعقة مدمرة للعقل البشرى هما الهزة العنيفة للكرامة الإنسانية بين سادة القوم.
الحلم بكسر الحاء والصبر بضم الراء على وحشة البلاء هما السلاح الأقوى لهذا وذاك لا مفر من خوض السباق حتى لو أصاب الوهن النفس و الفؤاد الضر هناك بلاء به العزيمة تختبر وعواصف عند الشدائد يجب أن تحتمل لكن بعد ضيق الصدر يسر ويلي بعد مرور العسر فوق الجبين فرج.
لقد صعدت على سلم الشدائد لكني مازلت حى وحر أستطيع العيش أتنفس استطعم مذاق الدنيا انفراد بذاتي بسحر الليل العالم لن ينتهى إلا بأمر إلهى أحتاج إلى إعادة النظر في كل شىء أغربل متاع الزاد حتى يتطاير الغبار السخيف من زخم الحياه ثم استنشق بعدها هواء نقى .
قد اكون بوعكة تستلزم علاج طبيعي طويل المدى لكن الشىء الحقيقى أن الشر قضاء يكمن في داخل خيامه الخير الحمد يجلب الفتح المبين لست فقيها يتحدث عن درجات الإيمان لكن عقلى يرشدني إلى أصحاب الكهف الذي كان حليفهم النصر و كيف توقف الزمان عقودا على باب الغار العجب من الجمال الذى شملت أنواره طفلين صغيرين لا يملكان من أمرهما شىء فكان الكنز إرثاً لهما أتى بموعد على بساط الخير تلك الدعوة الصالحة التى رسمت لهم الحاضر والحلم .
عندما تنفذ سهام الضيق نحو القلب تصاب الجوارح بداء التعاسة تبكي النفس على الدنيا بكاء الطفل المرير وسلم الحياة يغمر اعتابه الدمع مثل السيل .
سر اللعبة لم يكن لغزاً محيرا فلا يخفى الأمر على أحد إما أن تحارب إرادتنا الكرب حتى تبلغ النفس مأمنها أو أن نستسلم للألم و تكن خيبة الأمل هى القشة التي قسمت ظهر البعير فلا وزن للحياة حين تسحق أقدامنا جباه الضعفاء.
لماذا تحمل الضمائر أثقال الغير بشق الأنفس ثم تساق الحياة أمام أعيننا مثل البعير .
فى قلب الشدائد رحمة تتجه إلى صدور الخلائق فرح يولد من رحم الضيق يذوب في كأس الحياة بلا حراك .
عليك السعي أيها المرتقب أنتظر قليلا أمهل مفاتيح القدر حتى تقترب من الأبواب المغلقة سبح فى سكون مثل أغصان الشجر إن الدودة العمياء ترزق بقلب الحجر يتنفس الكون حتماً وعلى محك الظلام توقد اضواء الشموع كن على يقين أن من استحل وجع الأبدان بكل سخرية غذا تتكفل به الأقدار.
عن قرب نشاهد شريان تجف فيه الدماء لا يشبع ظمأ الإنسان سوى نار تأكل أحشائه تهزم كبريائه لا تدرك البركة محبسه وهو بلا سجان إنها عدالة السماء لا تيأس إن غداً تزرع الدنيا خلف أسوار الكذب الصبار حتى يتذوق المتكبر المرار .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى