(متى لا تخون؟)

✍️ مشاعل عبد العزيز عريف :
في بادئ الأمر، عندما كان الذكر رجلًا، كان يخاف الله، يغض بصره، ويحترم أهله، حنونًا ومحترمًا. وكانت الأنثى امرأةً تخاف من ربها، تحترم أهلها، خجولة ومحترمة.
كان كل شيء على ما يرام، كانت ذريتهم تكبر على الدين والأدب والصفات الفاضلة، فيكبرون وتكبر معهم قيمهم العالية، وينمو عقلهم في حياة نظيفة، هادئة، خالية من الشوائب. فينشأ جيل يخاف الله ويتجنب الحرام.
ولكن اختلف الوضع، واختلفت العادات، وأصبح الشر يعم، والخير يخص. وكثرت الفتن والشبهات، وأصبحت كلها تُبرَّر بمنطق الحرية المطلقة. فأما أن تسير مع التيار، وأما أن تنكره وتُسمى “رجعيًّا”.
أصبح الخطأ طبيعيًا، والتصرف الصحيح غريبًا. أصبح خطأ الرجل يُفسَّر بأنه “فطرة”، وخطأ المرأة “حرية”. وأصبح عذر الرجل أنه لا تكفيه امرأة واحدة لأداء حقوقه الشرعية، فيتقبل الجميع عذره دون أن يُسمع صوت المرأة، ودون أن يُرفع غطاء حياتهم لرؤية الحق من الباطل.
وهنا، أكتب بصوت كل النساء اللواتي يحافظن على أنفسهن وعلى بيوتهن، ولا يخنَّ. صاحبات العقول الكبيرة والقلوب البيضاء. لا أتحدث عن النساء اللاتي لا يفكرن إلا بأنفسهن، ولا يهتممن بأطفالهن ومسؤولياتهن، ولا يفكرن في بيوتهن أو رجالهن.
لقد انتشرت الخيانة انتشار النار في الهشيم، وهنا يطرح السؤال المهم: “متى لا يخون؟”
لماذا أصبح من النادر أن نرى رجلًا يصون بيته وعرضه؟ أصبح من السهل عليهم التواصل مع النساء بكل الطرق، فدُمّرت حياتهم وبيوتهم، وتشتت العوائل. أثَّروا في نسائهم بطريقة مؤلمة، إلى درجة أن الجرح لا يُنسى، ويبقى ينزف طوال العمر. جعلوهن يفقدن حتى ثقتهن بأنفسهن، ورموا كل معتقداتهن وراءهم.
فبعضهن يدخلن في حالة اكتئاب، وبعضهن يتغيرن للأسوأ لأنهن فقدن الأمان، فلم يَعُد يفرق معهن شيء. وبعضهن ينطفئ بريقهن، ويصبحن كالهشيم المحترق، رمادًا بلا لون أو حياة.
لا تقللوا من شأنهن، لا تذبحوهن وتتركوهن ينزفن دون مبرر. انتبهوا لبيوتكم، فالبيوت المنارة بالحب والاهتمام عددها قليل. لا تنقادوا مع أي تيار قبل دراسته بعمق والتأكد من صحته، فكما قيل:
“كل ساقٍ سيسقى مما سقى.”