المنصة و البريء

من كتاب هجوم الغربان

✍️ محمد إبراهيم الشقيفي : 

الحياة دائرة المتاهة المغلقة بداخلها صراع أبدي بين الخير والشر صدام منذ عقود الأزل لكن لنا وقفة واضحة المعالم فى وجه كل امرؤ ظالم عندما يمزق سوط الجلاد ثوباً يستر به القدر ظهر البرئ لابد من اللجوء إلى منصف لا يخشى في الحق لومة لائم .
يصرخ المظلوم يلجأ إلى منصة العدالة وداخله يقين النزاهة أنه لن يخيب له رجاء وقد أحسن الظن فى قدرة الله .
العالم يضحك ويبكي يكشر عن أنيابه يبغض الذل على شاطئ القهر لكنه يثق فى قضاء ينطق بالحق ينصر الضعيف يأخذ بيد الغريق مداد كلماته المسطر بصدر الحياة هو للمظلوم طوق النجاة . 

عندما يحرق ثوب الحقيقة نافخ الجمر يتطاير عبق ريح المسك من بين أنامل حروف ثنايا رحايا حيثيات الأحكام التي تولد من بين أحشاء القول الفصل الذى ينطلق عبر قاعدة معطيات الصدق ثم يرد الشىء المسلوب قهراً وعنوة إلى أهله بأسلوب قاطع ذو حزم و عزم إن سيف الحق بلا شك ينصف الضمير الإنساني الذي يواجه تبعات الظلم .
معضلات الأمور مسألة ذو حساسية مفرطة للغاية امتحان القدرات بين النجاح والرسوب ليس هو نهاية المطاف.
إن اليأس غير مطلوب مادام هناك وازع مهني يحكم أن يعود الشىء لمكانه و إلى أصله الصحيح و يرفض اصطناع البديل وطمس الأدلة أو يعلق الخطأ على فزاعة ظلام الليل.
العدل قبل كل شىء إن الرحمة تسبق نصوص الدستور رد المظالم حمل ثقيل أعظم رسالة يؤرخ لها بين صفحات التاريخ .
القاضي بكامل هيئة المحكمة فى غرفة المشورة فى سباق مع الزمن ليعطي كل ذى حق حقه بالحجة والبرهان فى ظل أزمات الضياع والضحية بين أنياب السباع.
رقابة السماء والعقيدة وقاضي يدرك بالفطرة قيمة الكلمة يعى أن الرحمة تسبق العدل يسعى إلى الإنصاف وهو يرتدي وشاح على منصة الحكمة حين تلتقي الخصوم بين كفتي الميزان وكل حكم أوله باسم الله تنتفض معه الجوارح لنصرة كل ذي حق يشعر بين العالم أنه ضعيف .
ينهض العاجز على قدميه يبكي فرحا عندما يجنى ثمار الفرج يأكل من غصن بعد ما مال ثم استقام و اعتدال .
الشوك يمزق كل غشاء رقيق لكن صاحب الحق كما قيل عنه رجل من حاشية السلاطين إلا أنه يحتاج إلى لسان يصرف عنه السوء بحكم مزيل بعرق الجبين يمسح به قطرة دمع كل حزين .
سنة حسنة ومظهر مبهر حين تسرد الحقيقة على الملأ بعد الجو المشحون بمنطق العناد وقسوة الخوف إن الأحكام العادلة تطفأ حرائق الغابات الكثيفة و تقضي على غضب النمور .
القاضى والأسد على حد سواء ملوك فى حلبة النزال والنصر لهما حليف من الممتع أن نشاهد على المنصة من يهاب الحق فى صمت دون التباهي بعبارات رنانة يرى بعين الاعتبار وبقدر متيقن صرخه الملهوف يستشعر الوجع بما تحمله كل المعاني حرفياً من مدلولات العبارات يحكم بحيادية و تبصر لا يأبي أنياب الذئب الجائر وهو جائع .
شعاع الأمل يستظهر مواطن الجمال حين يستفتح الحكم بإسم الله ثم الشعب قيمة العدل تكمن فى نصرة الحق على أهل الطغيان والظلم الحكم العادل يمحو كل شيء نبت سحتا من بين جذوع الافتراء.
بعيداً عن أشارت المدح هذا من وجهه نظر كاتبها هو القاضي العادل الذي يراقب نفسه قبل أن تعرض أعماله فى يوما تشخص فيه الأبصار لايعرف درب اليأس مهما طال أمد الإنتظار.
علينا أن نتأمل وجوه شباب وشيوخ القضاة بعين البصيرة هم أهل التدقيق والتمحيص فى ركابهم المخرج من كل مأزق تبقي أحكامهم النادرة التي كتبت بماء الذهب محفورة بالذاكرة هم رموز شرحت ماذا تعني القيم تركوا وراءهم ميراثا أنيقاً ارسوا به قواعد العزة بعد أن بزغ فجر الكلام واستيقظ الضمير من غفلة الأيام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى