*يوم التأسيس السعودي: تاريخ متجذر وهوية راسخة*

✍️ سيّار عبدالله الشمري :

يوم التأسيس السعودي، الذي يوافق 22 فبراير، ليس مجرد احتفال سنوي، بل هو استذكار لمرحلة مفصلية في تاريخ المملكة، حيث وضع الإمام محمد بن سعود عام 1727م اللبنة الأولى لدولة ذات جذور عميقة تمتد عبر ثلاثة قرون. هذا اليوم يمثل نقطة تحول في تاريخ الجزيرة العربية، حيث تأسست الدولة السعودية الأولى على أسس الوحدة والاستقرار، لتصبح نواة لمملكة راسخة وقوية . 

معنى التأسيس وأهميته:

يختلف يوم التأسيس عن اليوم الوطني في كونه لا يقتصر على الاحتفاء بإنجازات الدولة الحديثة، بل يعيد إلى الأذهان اللحظة التي انطلقت منها مسيرة الدولة السعودية. فهو يرمز إلى البداية الحقيقية لتشكّل الهوية السعودية، حين قامت الدرعية بدور محوري في توحيد المنطقة، وترسيخ مبادئ الحكم والاستقرار.

مرتكزات الدولة السعودية الأولى:

1. الوحدة والاستقرار: أنهت الدولة السعودية الأولى مرحلة التشتت في الجزيرة العربية، وأرست قواعد الحكم المستقر.

2. النهضة الاقتصادية: تحولت الدرعية إلى مركز تجاري مزدهر، مما عزز النمو الاقتصادي للمنطقة.

3. الإرث الثقافي: ساهمت الدولة في ترسيخ القيم الإسلامية وتعزيز الهوية العربية، لتصبح منارة حضارية.

لماذا نحتفل بيوم التأسيس؟

يوم التأسيس ليس مجرد ذكرى، بل هو تأكيد على الامتداد التاريخي للمملكة، ورسالة واضحة بأن السعودية لم تكن دولة وليدة، بل نتاج رؤية عميقة وإرث تاريخي متين. كما أنه فرصة للأجيال الجديدة لاستلهام دروس الماضي في بناء المستقبل، لا سيما في ظل رؤية 2030 التي تعكس روح التأسيس من خلال مشاريع تنموية تعزز مكانة المملكة عالميًا.

ختاماً، يوم التأسيس هو شهادة على صلابة الجذور السعودية، ومسيرة ممتدة منذ أكثر من 300 عام، قامت على الوحدة والعزيمة والطموح. إنه يوم يعكس الاعتزاز بالوطن، ويؤكد أن المملكة، بتاريخها العريق ومستقبلها الطموح، ماضية في مسيرتها بثقة وثبات.

من الدرعيةِ أشرقنا على زمنٍ
كان البدايةَ في مجدٍ وفي هممِ

حتى وصلنا إلى العلياءِ في ثقةٍ
دولةً تعانقُ في الأمجادِ كلَّ قممِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى