مجدٌ متجذّر وهويةٌ متأصلة

✍️ محمد آل ضعين – عضو هيئة الصحفيين السعوديين :
في الثاني والعشرين من فبراير تحتفي المملكة العربية السعودية بيوم التأسيس الذي يجسد لحظة تاريخية عظيمة تعود إلى عام 1727 حين أرسى الإمام محمد بن سعود دعائم الدولة السعودية الأولى في الدرعية معلنًا بداية عهد جديد من الوحدة والاستقرار والانطلاق نحو مجد يمتد لقرون فهذه المناسبة ليست مجرد ذكرى عابرة بل محطة تذكّر السعوديين بجذور دولتهم الراسخة وتاريخهم العريق الممتد عبر الزمن
عاشت الجزيرة العربية قبل التأسيس حالة من التفرق والتشرذم إلى أن جاء الإمام محمد بن سعود برؤية ثاقبة وعزيمة صلبة ليؤسس دولة قائمة على مبادئ العدل والوحدة وجعل من الدرعية مركزًا للحكم والانطلاقة نحو نهضة حضارية وأمن مستدام ورغم التحديات التي واجهتها الدولة السعودية الأولى إلا أنها كانت حجر الأساس لقيام الدولة السعودية الثانية التي واصلت المسيرة حتى جاء الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله ليؤسس الدولة السعودية الثالثة ويوحدها تحت راية التوحيد عام 1932 لتنطلق المملكة نحو عهد جديد من البناء والتنمية والتطور
يوم التأسيس يختلف عن اليوم الوطني فالأول يرمز إلى بداية الدولة السعودية الأولى عام 1727 وهو تأكيد على أصالة الجذور وعمق التاريخ أما اليوم الوطني فهو ذكرى توحيد المملكة عام 1932 على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله ليبدأ عهد المملكة الحديثة التي أصبحت نموذجًا في الاستقرار والتنمية والتطور الحضاري
في هذا اليوم العظيم تعم الاحتفالات أرجاء المملكة بعروض وطنية وموروثات ثقافية تعكس أصالة التاريخ السعودي وتُقام الندوات والمحاضرات التي تسلط الضوء على أمجاد الدولة السعودية وقادتها العظام كما تتجلى معاني الفخر والانتماء من خلال استعراض البطولات التي سطرتها الأجيال السابقة لتصل المملكة إلى ما هي عليه اليوم من ازدهار ومكانة عالمية
ما تحقق للمملكة من نهضة وإنجازات لم يكن ليتحقق لولا القيادة الحكيمة التي واصلت مسيرة المجد والعطاء فمع كل مرحلة تاريخية كان هناك قائد عظيم يحمل الراية ويسير بالمملكة نحو القمة من الإمام محمد بن سعود إلى الملك عبدالعزيز ومن بعده ملوك الدولة السعودية وصولًا إلى العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان الذين صنعوا للمملكة مكانة عالمية شامخة برؤية طموحة ونهج حكيم جعلها في مقدمة الدول في مختلف المجالات
هذا اليوم هو رسالة للأجيال القادمة بأن الوطن بني بسواعد رجال عظماء وحُفظ بتضحيات الأبطال واستمر بقادة صنعوا منه كيانًا راسخًا يسابق الزمن نحو مستقبل مشرق ولأن المجد يُبنى بالإرادة والطموح فإن المملكة اليوم بقيادتها الرشيدة تسير بخطى واثقة نحو تحقيق أحلامها العظيمة مستندة إلى تاريخ مجيد وإرث خالد يدعو إلى الفخر والاعتزاز .