(كاتب مثقف)

مقال

✍️ أحلام أحمد بكري :

الأمر الإلهي يقول: { اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم } (العلق:1-3) ، من هنا نبدأ رحلة القراءة بأمر من الله سبحانه وتعالى ..
من رحلة الطفولة نقرأ ونبحث عن شخصية -فضولي- بين جنبات مجلة ماجد للأطفال ، مروراً بمجلة اليقضة والفيصل والمجالس ، ومعها عبق الصحف الورقية ، ثم تتطور في مرحلة الشباب إلى القراءة من المجلدات الضخمة العتيقة عبر العصور ، إلى روايات أجاثا كرستي البوليسية ، لثلاثية نجيب محفوظ وغازي القصيبي الاجتماعية ، مع رومنسيات نزار قباني وبدر شاكر السياب و عبدالله الفيصل والبدر ، لجرأة أنيس منصور وسخرية محمود السعدني ، لفلسفة الدكتور مصطفى محمود ، وعمق لطافة الشيخ علي الطنطاوي ، والقائمة تطول ، و تضن قارئي أنها تنتهي هي رحلة لا نهاية لها..

أحد متابعيني الأعزاء وضع لي ملاحظة أن ليس شرطاً أن نقرأ لثلاثين عاماً كي نبدأ بعدها رحلة الكتابة ، وأنا أقول له نعم ليس شرطاً ، ولكن الكاتب الماهر يجب أن تخرج نصوصه الكتابية من بين يديه لتصل للقارئ وينبهر بكل ما يحتويه النص من ( فكرة قوية غير مستهلكة جليّة واضحة ، أو فكرة متداولة يبتكر لها ما يجعلها مُبهرة – أسلوب مميز جذاب يجمع بين الوصف السردي والجمال القصصي ، رقيق شفاف أو قوي جارح أو جاد مقنع أو ساخر هزلي وذلك حسب متطلبات الفكرة المُقدمة يجب أن يكون أسلوبها – خيال خصب واسع الأفق جامح لا حدّ له – حصيلة لغوية كبيرة تُثري القارئ وتصل بالفكرة حد العمق الفلسفي أو الجنوح الخيالي – شواهد قوية تُقنع قارئها أو تصل به لممر التنوير – معرفة ما يريدهُ القارئ واللعب على أوتار الجانب الحساس)
بهذا الشكل يُصبح الكاتب ناضج غير سطحي ولا هامشي ، يضع فكرة من خلال النص لتعبر الأجيال وتحيا لأزمنة متعددة ، ولا تموت بعد خروجها وتنتهي..

هذا هو الكاتب المُثقف ، يجب عليه أن يقرأ كتباً كثيرة لعدة أسباب منها: (توسيع الآفاق للحصول على أفكار وثقافات مختلفة ، مما يثري تجربته ويُعزز قدرته على الإبداع – تحسين الأسلوب من خلال قراءة أعمال كُتّاب آخرين يمكن للكاتب أن يتعلم أساليب مختلفة في الكتابة ويطور أسلوبه الخاص – القراءة تزود الكاتب بمعلومات ومعرفة في مجالات متنوعة يساعده على كتابة نصوص أكثر دقة وعمقاً – التعرف على الأنواع الأدبية المختلفة وكيفية التعامل معها تمكنه من تجربة أنواع جديدة في كتاباته – القراءة مصدر أساسي لتحفيز الإلهام يمكن من خلالها إثارة أفكار جديدة أو تدفع الكاتب إلى استكشاف موضوعات لم يكن يفكر فيها من قبل – القراءة تساعد الكاتب على تحسين لغته وإثراء مفرداته مما يجعل كتاباته أكثر جاذبية وفعالية – فهم الجمهور من خلال قراءة ما يكتبه الآخرون وما يحظى بشعبية ، يمكن للكاتب أن يفهم أكثر ما يريده الجمهور وكيفية التواصل معه بشكل أفضل – التعلم من الأخطاء ، القراءة تسمح للكاتب برؤية الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الآخرون وتجنبها في كتاباته الخاصة – القراءة تساعد الكاتب على البقاء على اطلاع بآخر التطورات في مجاله ، سواء كان ذلك في الأدب أو الصحافة أو أي مجال آخر – القراءة تساهم في تنمية شخصية الكاتب وتجعله أكثر وعياً وانفتاحاً على العالم من حوله)..
القراءة أداة أساسية للكاتب ؛ لتطوير مهاراته وكتاباته ، تساعده على أن يصبح أكثر إبداعاً وتمكناً في فنه..
يقول الفيلسوف فرانسيس بيكون:”القراءة تصنع الإنسان الكامل”..
ويقول الفيلسوف فولتير: “اقرأ لتتعلم ، وتعلم لتعيش”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى