وينك ياقلبي ؟

✍️ صالح الريمي :
وينك يا قلبي؟.. هذه الكلمة الرومنسية الرقيقة التي تدعو إلى العاطفة بين طرفين، تجعل كل من وصلت إليه هذه المحادثة أن يفتح المحادثة بأسرع وقتٍ ممكن..
وبمجرد قراءة كلمة وينك يا قلبي؟ حتى الصنم الذي لا يرسل كلمات رومنسية سيفتح المحادثة ويرسل للطرف الآخر ردًا سريعًا، لأن الكلمة لامست شغاف قلبه. فهل مانعيشه اليوم هو فراغ عاطفي؟ أم جفاف مشاعر؟ أو ثقافة مجتمع؟
في اعتقادي أن سبب جفاف المشاعر هو ثقافة مجتمع بعدم التعود بالإفصاح عن المشاعر الجميلة نحو الطرف الآخر..
لأن حياة بعضنا قد ارتبطت بالآلات وتأثرت بأجهزة صامتة جامدة لا تعبر عن مشاعره بكل مصداقية نحو الطرف الآخر، فأصبح الواحد منًا يشكو من جفاف مشاعره أو مشاعر غيره نحو الطرف الآخر، فالمشاعر الإيجابية والجميلة هي من أغلى ما يملكه الإنسان في جوفه، والإسلام جاء لإسعاد الناس وصلاحهم، وليس لقهرهم وإكراههم.
وحتى تكون حياتك مفعمة بالحُب ومليئة بالمشاعر والرقة والجمال وحسن العبارات واللطف واللين!! حافظ على مشاعر الحُب واللطف مع الآخرين، بأن تنتقي أحسن العبارات والكلمات في تعاملاتك وعلاقاتك لتستمر الحياة بأجمل مايكون..
الإفصاح عن الحُب هو طاقة المشاعر والأحاسيس الإيجابية لتعيش بسلام، ولا يقدر قيمتها إلا من خسرها، ولا تستطيع أن تعيش دون طاقة الحُب المكنونة في داخلك واخراجها إلى غيرك ليعم السلام، فما فائدتك كإنسان إن كنت دون إحساس! دون مشاعر! دون مبالاة لأحاسيس ومشاعر غيرك!
*ترويقة:*
وينك يا قلبي؟
أقولها للبعيدين جدًا، للذين لا تصلهم كلماتي ولا صوتي، للذين غادروا حياتي دون ترتيب، ودون موعد مسبق، للذين لن يعودوا أبدًا وهم اليوم في قبورهم رحمهم الله وطبتم في فردوس الرحمن نعيمًا.
*ومضة:*
قال الله تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً).
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*