مصيبة الموت والمثبتات!

✍️ د_ سلطان الراشد :

يأتيك خبر الموت ، موت قريب لك كالصاعقة !
فتصبح مذهولاً شارد الذهن مضطرب القلب والفكر الا إذا ثبتك الله بمثبتتات عظيمة كالقرآن والذكر والإحتساب وتذكر المواقف والأحداث والقصص .
لولا تثبيت الله لك لزاغ قلبك وهلكت في وديان الحسرة والندامة والخسران !
كنت في عزاء جد أولادي من جهة أمهم رحمه الله وغفر له وعامله بلطفه وأخلف على أهله وأرلاده بخير والذي انتهى مع صلاة عصر يوم الخميس فجائني إتصال من إحدى بناتنا خالي إلحق علينا جدتي خالي إلحق !
هدأت من روعهم وتوجهت للمستشفى العسكري !
وسبحان الله تعطلت سيارتي فأدخلتها الورشة وكانت قريبة مني .
ثم ركبت مع ” لموزين ” سيارة أجرة ثم نزلت منها فركبت في أخرى فذهبنا للعسكري والطريق يأخذ ساعة تقريباً .
كنت أتجلد وأتصبر وأذكر نفسي بالآيات والأحاديث وأتذكر من مات من الأنبياء والصالحين .
وفجأت رأيت أمراً عجباً رأيت السائق متأثر ويكاد يبكي !
مابك مالذي دهاك مالذي حصل ؟
قال عندي ولد وبنت فقط وتوفي اليوم ولدي ذو السنتين ونصف وزوجتي تطالبني بالحضور والحضور مكلف ثم ماذا سأفعل !
وانفجر في البكاء هدأت من روعه وحدثته وكأنني أحدث نفسي وأهون عليها !
ترى من بعثه لي هندي سائق تكسي لا أعرفه ولايعرفني تتعطل سيارتي ليسوقني الله إليه ليقول لي هون عليك فإنك إن رأيت مصيبة غيرك هانت عليك مصيبتك والله وهذا الذي كان فقد إنشغلت بتصبيره وحثه على إحتساب الأجر .
أمك كبيرة السن وقد تمكن المرض منها وماتت بينكم ومعكم غسلتموها وصليتم عليها ودفنتموها وأهذتم العزاء !
هذا في بلد غربة والميت ولده وفي بلده إن ذهب تحمل خسارة كبرى وإن جلس جلس مهموماً مغموماً محسوراً لأنه لم يرَ ولده ولم يحضر دفنه وعزاءه !
ومن رأى مصيبة غيره هانت عليه مصيبته !
وهكذا ربط الله على قلبي واحتسبت أمي عنده سبحانه بل كنت بفضل الله المثبت لمن حولي وعظاً ونصحاً وتصبيراً وإرشاداً .
وهذه المواقف لايقفها الا الحبال !
وهنا حديث يجب أن نستشعره في مثل هذه المواقف حتى نتصبر ولايضيع علينا الأجر .

عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ما من مصيبة تصيب عبداً فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها، إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيراً منها”، قالت أم سلمة: “لما توفي أبو سلمة عزم الله لي فقلت: اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها، فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
الله أكبر كان خلف صبرها واحتسابها بزوجها أن أخلفها الله برسول الله صلى الله عليه وسلم وصيرها أماً للمؤمنين .
قال سعيد بن جبير: “ما أعطي أحد في المصيبة ما أعطي هذه الأمة يعني الاسترجاع ولو أعطيها أحد لأعطيها يعقوب عليه السلام ألا تسمع لقوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام يا أسفى على يوسف[84-يوسف]”.
فاعتبروا ياأولي الألباب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى