أسئلة وإجابات مايو كلينك: الإرهاق العاطفي: عندما يكون لديك شعور بفقدان السيطرة

كتب – ماهر بدر:

الأعزاء في مايو كلينك: أصبحت أشعر في الآونة الأخيرة بالاستنزاف الجسدي والنفسي بسبب متطلبات العمل وتقديم الرعاية وغيرها من المسؤوليات. وأجاهد لأجد حافزًا وأواجه صعوبة في التركيز على المهام. هل هناك استراتيجيات تساعدني في تحقيق التوازن العاطفي؟

الإجابة: إن مشاهدة الأخبار أو مطالعة الصحف لمعرفة الأحداث المحلية والعالمية يمكن أن تجلب مشاعر وضغوطات قوية. وبالإضافة إلى الاضطراب الاجتماعي حول العالم، فقد تواجه تحديات شخصية بسبب وظيفة تسبب لك ضغطًا شديدًا أو ضغوطات مالية أو لكونك مقدم رعاية أو بسبب تربية الأبناء أو الحزن على وفاة أحد أفراد العائلة أو صديق أو الإصابة بمرض مزمن.

وقد تتساءل ما هو الشيء التالي الذي سيكون عليّ تحمله. ومع الشعور بأن الصراعات لا تهدأ، قد تبدأ في الشعور بالإعياء والانزعاج، وتعاني من أجل التركيز وتفتقر إلى الحافز. وقد لا تعلم مصدر هذه المشاعر، وقد تشعر بأنك محاصر أو عالق، وبأنك منهك عاطفيًا.

ما هو الإنهاك العاطفي؟ عندما يستمر الشعور بالتوتر بسبب الأحداث السلبية أو الصعبة في الحياة، تجد نفسك في حالة من الشعور بالإرهاق والاستنزاف العاطفي. يطلق على هذه الحالة الإنهاك العاطفي. يميل الإنهاك العاطفي لدى أغلب الأشخاص إلى التراكم ببطء بمرور الوقت. ويتضمن الإنهاك العاطفي أعراضًا عاطفية وجسدية وأدائية.

وتشمل الأعراض العاطفية ما يلي:
• القلق
• اللامبالاة
• الاكتئاب
• الشعور باليأس
• الشعور بالعجز والحصار
• سهولة الاستثارة
• قلة التركيز أو النسيان
• غياب الحافز
• التفكير السلبي
• العصبية
• سهولة البكاء

تشمل الأعراض الجسدية ما يلي:
• التعب
• حالات الصداع
• فقدان الشهية
• الغثيان أو اضطراب المعدة
• سوء النوم
• الآم العضلات أو التوتر العضلي

تشمل الأعراض الأدائية ما يلي:
• صعوبة إكمال المهام اليومية تجاه المسؤوليات
• عدم الالتزام بالمواعيد النهائية
• زيادة الغياب
• الانعزال أو التجنب
• انخفاض الالتزام الوظيفي
• البطء في أداء مهام العمل

كيف يمكن علاج الإنهاك العاطفي؟ يمكنك التعامل مع الإنهاك العاطفي بالتعرف على مسببات التوتر التي يمكنك تقليلها أو التخلص منها. عندما لا تكون قادرًا على تغيير إحدى مسببات التوتر لأن الأمر خارج عن سيطرتك، فسيكون من الضروري التركيز على اللحظة الآنية. ففي الوقت الحاضر تحدث العديد من الأحداث العادية أو الإيجابية. وعندما تركز على هذه النوعية من الأحداث، فإن ذلك يعطيك منظورًا لما يحدث من حولك. يتيح لك هذا تحويل تركيزك بعيدًا عن مسببات التوتر.

يفسر جسدك غالبًا التوتر على أنه تهديد لبقائك. وعندما يحدث ذلك، يفرز الدماغ هرمونات التوتر في جميع أنحاء الجسم، مما يساهم في تعميق شعورك بالإنهاك العاطفي. ولكن عندما تستطيع التركيز على أحداث عادية أو إيجابية، يتعلم الدماغ أن التهديد ليس بالخطورة التي بدا عليها في الوهلة الأولى. يقلل ذلك مقدار هرمون التوتر المفرز وستشعر بمزيد من التوازن العاطفي.

تشمل الاستراتيجيات الأخرى لتقليل الإنهاك العاطفي ما يلي:
• الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن. فالنظام الغذائي الصحي والمتوازن هو جوهر العافية. تناول الأطعمة المتنوعة من جميع المجموعات الغذائية للحصول على تشكيلة من العناصر المغذية التي تمنحك الطاقة على مدار اليوم.
• التخلص من مسببات التوتر أو تقليلها عندم يكون ذلك ممكنًا. معرفة الأخبار أمر مهم للبقاء على اطلاع على ما يحدث حول العالم. ولكن للأسف كثيرًا ما تكون الأخبار مليئة بقصص عن المعاناة. ويمكن لهذه القصص أن تشوه نظرتك للعالم وتجعلك تركز على أسوأ مخاوفك بدلًا من إدراك الأمور الجيدة المحيطة بك. لا يمكنك تفادي هذه القصص بالكلية، ولكن حاول تقليل تعرضك لها متى استطعت، خاصةً في الأوقات الصعبة.
• ممارسة الرياضة بانتظام. توصي منظمة الصحة العالمية أن يكمل البالغون 150 دقيقة على الأقل من الأنشطة البدنية متوسطة الشدة أسبوعيًا. وخلافًا لما قد تظنه، فسيضيف ذلك إلى رصيد طاقتك ولن يأخذ منها.
• تحديد الأفكار غير المفيدة ومغالبتها واستبدالها بأفكار أكثر توازنًا. افعل شيئًا ممتعًا كل يوم، حتى ولو كان بسيطًا، مثل طهي وجبة صحية أو الاستماع إلى أغانيك المفضلة. سيساعدك بذل المجهود في الأمور الأكثر أهمية بالنسبة لك على الاستفادة من طاقتك والحفاظ عليها بطرق ستخرج أفضل ما لديك.

يمكنك التحدث مع اختصاصي الصحة العقلية إذا كان لديك مؤشرات تدل على إصابتك بالإنهاك العاطفي. حيث يمكن لاختصاصي الصحة العقلية الغوص في الأسباب والأعراض التي تشعر بها لتحديد خطة تساعد على استعادة الشعور بالعافية. — جولين هانسون، أخصائية اجتماعية، الطب النفسي وعلم النفس، نظام مايو كلينك الصحي، مانكاتو، ولاية مينيسوتا

نبذة عن مايو كلينك: 

مايو كلينك هي مؤسسة غير ربحية ملتزمة بإجراء أبحاث ابتكارية في الممارسات السريرية والتعليم والأبحاث، وكذلك منح التعاطف على أيدي مجموعة من الخبراء لكل شخص يحتاج إلى الشفاء والرد على استفساراته. تفضل بزيارة شبكة مايو كلينك الإخبارية لمعرفة المزيد من أخبار مايو كلينك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى