عدت فرحًا بذكائي

✍️ صالح الريمي :
ما أجمل أن تنفع الناس بجبر خواطرهم، لذا خاطب القلوب برفق ولطف العبارة، فالكلمات الجميلة نهر بارد يترقرق ويداوي ظمأ القلوب بابتسامتك، وكلماتك الطيبة، وعباراتك الجميلة، فجمل لسانك بكل ما هو جميلٌ وراقي..
يروي الشيخ عبدالله أبو حسين قائلًا في زمن الطيبين حصل موقف في إحدى قرى غامد، حيث أعطتني الوالدة رحمها الله ريالًا واحدًا فقط، وقالت: جيب صابون من فلانه حيث كانت تبيع بعض الضروريات في بيتها، وأنا في الطريق فكرت أن أشتري حلاوة، فشغلت ذكائي سريعًا وشققت الريال بالنص.
وقلت يا عمة أمي تقول لك: أعطيني بريال صابون وبريال حلاوة، فقالت المرأة أبشر، وخرجت لساحة بيتها بأسفل القرية، صرخت تنادي والدتي في بيتنا بأعلى القرية، (وكانت هذه وسيلة الإتصالات في قريتنا)، فقالت لها والدتي أبشري ردي الريال معه وأعطيه طلبه وسأرسل لك الريالين..
هذا الموقف أخرجني بتفكير أنني كنت ذكي، وبهذه الطريقة عدت فرحًا بذكائي، إنتهت القصة..
وخرجت أنا من هذه القصة برسالة تربوية تقول:
التعامل مع البشر بمختلف عقلياتهم واطباعهم وأخلاقهم يحتاج إلى صبر وتغافل وأحيانًا إلى غباء متعمد، وجبر الخواطر هو أهم من كل شيء.
*ترويقة:*
جبر الخواطر كالماء العذب الذي يروي ظمأ النفوس، ومن جبر الخواطر، إماطة الأذى عن مشاعر وقلوب الناس التي لا تقل درجة عن إماطة الأذى عن طريقهم، لذا اجبروا الخواطر وراعوا المشاعر، وانتقوا كلماتكم، وتلطفوا بافعالكم، ولا تؤلموا أحدًا، “وقولوا للناس حسنًا”، وعيشوا أنقياء أصفياء.
*ومضة:*
كن للناس عابرًا لطيفًا إن لم تنفع، لا تضر..
يقول سفيان الثوري:
“ما رأيت عبادة أجل وأعظم من جبر الخواطر”.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*