( الشاعر كتلة نار أبدية التوهج)
![](/wp-content/uploads/2025/02/IMG_0757-780x470.jpeg)
✍️ نجمان ياسين :
مرة قلت عن الشاعر الحق حميد سعيد انه شاعر يغرد خارج السرب ولكنه يظل قريبا منه..وهاهو هذا الشاعر يقف على قمة الدنيا ويشهد على الحرائق التي تفترس روح الانسان في عصرنا الصديء..هاهو حميد سعيد يؤكد بمهارة مقولة سقراط التي قالت ان الشاعر كتلة نار أبدية التوهج.
ليس للمرء وهو يقرأ هذه القصيدة التي تكتب التاريخ الروحي الا ان يمسك قلبه وهو يشهق امام شهادة من اجمل واعمق شهادة شعرية تكشف وتفضح وتدين المتبجحين بحضارة الغرب..شهادة ذات مرجعيات معرفية ثرية تبرهن ان الشاعر الكبير مثقف كبير..اجل نحن امام شاعر جوال العقل يميز بذكاء بين ابداع الكبار ادبا وفنا وبين الساسة القتلة الذين يهرسون ورد الحدائق وينتهكون كل ماهو انساني..وشاعرنا اذ يفعل ذلك يتقن كيف يفصح عن الفكرة عبر الصورالشعرية التي تتناسل وتتوالد لتضعنا امام واحدة من اكبر جرائم الغرب ممثلة بمذبحة العامرية ..هذا هو الشاعر النبيل وهذا هو الشعر النبيل الذي يغني حميد سعيد فيه والسكين على الرقبة..يغني شاعرنا فيه وهو في حمأة الجحيم مدركا ان الأمل وردة بمقدورها أن تتفتح في قلب السعير..حقا ان الشاعر الطهور يحقق شرف الموقف الفكري وكبرياء الفن في الشعر تأكيدا لفكرة ان كل شاعر حقيقي يجلب معه قواعده الخاصة في الكتابة ..وحميد سعيد أتحفنا بواحدة من اعمق القصائد في شعرنا الحديث..تحية للمبدع صديقي واخي حميد سعيد الذي اوقفنا في قصيدته بين يدي مرحلة من مراحل جنون التاريخ..وأجج الشوق فينا لنعيد التوازن الى عالمنا..