الشعبانية الصورية في سلطنة عُمان

✍️ د_ ريم الحشار :

ليلة الرابع عشر من شعبان ، تصبح فيها ريم الصغيرة بعد صلاة الفجر ترتدي الزي الصوري التقليدي المعروف متزينة بالحناء الذي خضبت بها يديها ورجليها

وترتدي الخريطة وهي عبارة عن قطعة قماش بيضاء مائلة الى الاصفرار قد حيكة للصغار لتعليقها على الاكتاف لجمع النقود التي يجنوها في ذلك الصباح السعيد .

تنطلق ريم الصغيرة بصحبة ابناء أعمامها و اخوالها وابناء الجيران لتبدا فعالية الشعبانية★ وهي متزينة بالزي واللباس التقليدي الصوري لترتاد بيوت الجيران والاهل والاصحاب .
ومن جميل القول إن قلوب أهالي صور العمانية قبل الابواب مفتوحة للجميع لاستقبال الصغير والكبير.

فتدخل ريم ورفاقها وتسلم على أصحاب المنزل، تسلم على الخالة و العمة او المسنة والتي اعدت الاموال لتقسيمها على الاطفال. والتي تسألها سؤال مهم!
الذي هو :

وعليكم السلام أبنتي، أنت إبنة من ؟

لتُعرف ريم الصغيرة بأمها وأباها للمرأة في ذلك البيت: وهُنا تكمن رمزية كبيرة، وهي ان أبناء صور بالعموم تجمعهم علاقات نسب وقرابة فتتعرف فيها ريم على أهلها الذين لم يسبق لها رؤيتهم. وتكون صاحبة المنزل في كامل زينتها وكأنه يوم عيد. غير أن الاختلاف يكمن في أن الكبار يصومون ويعدوون الولائم لتقسيمها في وقت الفطور وعند صلاه المغرب بما يسمى بالثواب
ومعني الثواب عند أهل صور أو سكان صور هي الصدقة صدقة الطعام التي توزع عن الارواح التي غابت،ولا زال أقاربهم ،يتذكرون بتلك الصدقات التي تدفع عن أرواح اهلهم .

وان من الظريف ان ريم كانت في اغلب المنازل تُميز بمقدار المبالغ المالية، التي تحصل عليها ،دون رفاقها فيضاف لها مبلغ اكثر مما كان يحصل عليه رفاقها ! وهو لتميز اهالي المنازل التي ترتادها لذلك. فبعد تعريفها بنفسها ، تهرع لتركض للخارج للالتحاق برفاقها فتناديها المسنة ريم تعالي : لتضيف مبلغا اخر في غنائم ريم من الشعبانية.

ويستمر هذا الحال والاطفال يلعبون و يفرحون ويعدون الاموال التي حصلوا عليها. ويتباهون بين بعضهم في من حصل على المبالغ الاكثر في مشهد سعيد ولطيف و زاهي .

ثم تعود ريم الى اهلها لتحكي لهم اي المنازل زارت وكم كانت غنيمتها ، وتنام ثم تقوم وتاكل ألذ الطعام الذي أُعد للثواب★ لتنتهي في ذلك اليوم فرحة الاطفال ولا تنتهي فعالية الشعبانية الكبار؛ والتي تستمر حتى منتصف الليل وهم يتقربون الى الله ويذكرونه ويستغفرونه طلبا للعفو والغفران .

هكذا كانت ذكرياتي الصغيرة و يسعدني كثيرا رؤية أهل صور العفية★ يحافظون على الموروث الشعبي والديني ويعلمونه لابنائهم والاجيال. في صورة إجتماعية ولُحمة ثقافية تدمج بين الثبات على الموروث والاصالة وتكريس العادات الاسلامية والاجتماعية الجميلة.
الشعبانية :موروث شعبي قديم ، وهو احتفال الاطفال بطريقتهم العفوية بالنصف من شعبان ،واستقبال أهالي صور للاطفال بالهدايا والحلويات .

★: الثواب :سبق التعريف به
★العفية : لقب مدينة صور