النفايات الإلكترونية وإعادة تدويرها

الاحساء – عبدالله فقيهي :

تشهد السنوات الأخيرة اهتمامًا متزايدًا بالتخلص السليم من النفايات الإلكترونية، مع التركيز على العوائد الاقتصادية والفوائد الاجتماعية الناتجة عن إعادة تدويرها. ومع دخول عام 2025، تتبنى الحكومات والشركات حلولًا مبتكرة لإدارة هذا التحدي البيئي بطرق مستدامة، مما يخلق فرص عمل جديدة ويحفز الاقتصاد الأخضر.

يؤدي تدوير النفايات الإلكترونية إلى استخراج معادن ثمينة مثل الذهب والفضة والنحاس، مما يقلل الحاجة إلى التعدين المكلف بيئيًا واقتصاديًا. وتشير التقديرات إلى أن سوق إعادة تدوير الإلكترونيات سيشهد نموًا كبيرًا، مما يتيح فرصًا استثمارية واعدة للشركات الناشئة والمتخصصة في التكنولوجيا الخضراء.

إلى جانب الفوائد الاقتصادية، يسهم التخلص الصحيح من النفايات الإلكترونية في الحد من المخاطر الصحية المرتبطة بالمواد السامة مثل الرصاص والزئبق، والتي قد تتسرب إلى التربة والمياه. كما أن برامج إعادة التدوير توفر فرص عمل جديدة، خاصة في المجتمعات التي تعاني من البطالة، مما يسهم في تحسين مستوى المعيشة وتعزيز الوعي البيئي.

وتعمل العديد من الدول على سن قوانين وتنفيذ مبادرات لتعزيز إعادة التدوير، مثل فرض لوائح على الشركات المصنعة لضمان التخلص المسؤول من الإلكترونيات. كما تتعاون الحكومات مع القطاع الخاص لإنشاء مراكز إعادة تدوير متطورة، وتقديم حوافز للشركات التي تعتمد حلولًا بيئية مستدامة.

ومع التوجه العالمي نحو الاقتصاد الدائري، يصبح التخلص الصحيح من النفايات الإلكترونية عاملاً أساسيًا في تحقيق التنمية المستدامة. وبفضل الابتكار والتعاون بين مختلف الجهات، يمكن تحويل هذا التحدي إلى فرصة لتحقيق مكاسب اقتصادية واجتماعية تعود بالنفع على الأجيال القادمة.