الناشري: لتعزيز ثقتهم بالنفس .. لا تتجاهلوا علاج حالات ” الرهاب الاجتماعي “

جدة – غيداء موسى :

دعا المستشار الاجتماعي والصحي طلال محمد الناشري ، الأسر التي لديها أفراد وأطفال يعانون من مشكلة “الرهاب الاجتماعي” بضرورة علاجهم ومساعدتهم في تعزيز الثقة بأنفسهم وعدم تركهم على حالهم ، حتى لا تصبح المشكلة أبدية إلى مراحل النمو في حياتهم فينعزلون عن الآخرين بسبب عدم قدرتهم على مواجهة المواقف الاجتماعية .

وقال إن هناك فرقًا بين التوتر البسيط الذي قد يصاب به الشخص في لحظة معينة ، وبين الرهاب الاجتماعي الذي يعتبر حالة يومية يعيشها الشخص لحظة بلحظة ويشعر فيها بالقلق والخوف والارتباك وهو ظرف عقلي مزمن، يؤثر على مشاعر الشخص وسلوكه، كما يغير من طريقة حديثة أو تصرفه في المواقف الاجتماعية.
وتابع : يصنف الرهاب الاجتماعي على أنه أحد اضطرابات القلق، وعادة ما يرافق هذا النوع من الاضطرابات النفسية المصابين به لتخرج مشاعر الخوف والقلق لديهم عن سيطرتهم، فيمتلكهم في معظم المواقف اليومية التي يعايشونها، لتشكل أبسط المواقف حالة تثير الخوف لديهم، والسبب
الدقيق وراء الإصابة بالرهاب الاجتماعي غير معروف على وجه الدقة، ولكن الدراسات المتعددة عن الرهاب الاجتماعي أرجعت الأسباب إلى مجموعة من العوامل منها : عدم امتلاك مهارات التواصل الاجتماعي، ما يؤثر في قدرة الطفل على إدارة الكلام مع من حوله، الخوف من الإحراج أو الإهانة أمام الآخرين ، عوامل بيئية تتعلق بأحداث تؤثر في الأفراد مباشرة، مثل التعرض لمشاكل عائلية أو حالات الاعتداء الجسدي في الطفولة وغير ذلك مما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية، التعرض المتكرر للتنمر ،
عدم اتزان مستويات السيروتونين؛ وهو عبارة عن إحدى المواد الكيميائية في الدماغ وهو المسؤول عن تنظيم الحالة المزاجية ، وأيضًا قد يكون بسبب عامل وراثي لإصابة أحد أفراد الأسرة بالرهاب الاجتماعي.
ولفت “الناشري ” إلى أن أهم الأعراض التي تنتج عن الرهاب الاجتماعي تتمثل في القلق والتوتر الشديدين في المواقف الاجتماعية المختلفة ، عدم الرغبة في المشاركة في الأنشطة الاجتماعية المختلفة ، الإصابة بالقلق والخوف قبل الحدث بعدة ساعات أو أيام ، عدم الرغبة في الخروج من المنزل للعمل أو الدراسة ، عدم القدرة على تكوين صداقات ، الابتعاد عن الأماكن العامة التي يوجد في تجمعات ، ينتاب الشخص المصاب بالرهاب الإجتماعي شعور بأن الجميع ينتقدونه ويراقبونه ، الإصابة ببعض الأعراض الجسدية مثل التعرق الشديد، إحمرار الوجه، زيادة خفقان القلب ، الإصابة بالإرتجاف . 

وعن العلاج ختم ” الناشري ” حديثه بقوله:
بعد تشخيص الحالة يتم البدء في العلاج على الفور والذي يشمل العلاج النفسي والسلوكي ، ويتم فيه تعليم الفرد بعض المهارات والوسائل التي تساعده في التخلص من طريقة التفكير وكيفية التغلب على المواقف التي يتعرض لها ، كما يتم إجراء بعض التمارين السلوكية لعلاج الرهاب الاجتماعي ، وقد يتم وصف العلاج الدوائي ، إذ يوجد بعض أنواع الأدوية التي قد تساعد في الحد من حالة الرهاب الإجتماعي مثل مثبطات السيروتونين الانتقائية، والأدوية التي تساعد على التخلص من أعراض القلق والاكتئاب ، وتعتمد مدة علاج الرهاب الإجتماعي على مدى استجابة المريض للعلاج، حيث أن بعض المرضى قد يتم علاجهم بشكل سريع، ويوجد أيضًا من يحتاجون إلى العلاج والدعم لفترات طويلة جدًا، ولهذا لا يمكن تحديد مدة علاج الرهاب الإجتماعي بشكل عام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى