*الصداقة لا تموت*

✍️ صالح الريمي :

الصداقة الحقيقية، مهمة لكل إنسان سوي يريد أن يستظل تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من آتى الله بقلب سليم، والصداقة هي تلاحم شخصين في شخصية واحده يحملان فكرًا واحدًا وهمًا واحدًا وإن اختلفا في الأراء . 

الصداقة؛ ليست تعارفًا بين شخصين وحفظ كل واحد أسم الآخر، وأبتسما ويتبادلا الزيارات، فالصديق تجده في السراء والضراء، وفي الأفراح والأتراح، فكلما وجدك في هم وغم تجده أول السائلين عن أحوالك والمساعدين لك في مشكلاتك.

أنقل لكم قصة صداقة بين إثنين لم تنتهي حتى بعد موت الطرف الآخر، قصة صديق لم ينسَ المعروف الجميل، قصة صديق أحب صديقه حتى الثمالة، قصة صديق يتذكر صديقه في كل حين، قصة صديق يدعو لصديقه بين حين وآخر. يقول هذا الصديق الوفي والراقي بتعامله: توفي صديقي العزيز منذ فترة ليست بالبسيطة، ومن حبي له لم احذف اﺳﻤﻪ ﻣﻦ هاتفي الخلوي، فلما سُئلت ما ﺍﻟﺴﺒﺐ وماهي الفائدة من ذلك والرجل قد مات؟.
قلت لهم: المعروف لا ينسى والديان لا يموت، “وكما تدين تدان”، فعندما ﻣﺎﺕ ﺻﺪﻳﻘﻲ الحميم ضاقت بي الأرض بما رحبت، وحزنت عليه حزنًا كثيرًا حتى كدت أن أمرض، ولم أستطيع نسيان صورته من مخيلتي، وتذكر مواقفه الإنسانية والنبيلة والصادقة معي البته.

ولذلك عاهدت نفسي عرفانًا وتقديرًا لهذا الرجل الطيب الذي أخذ لب عقلي، وجمع مشاعر قلبي، أن لا ﺍﺣﺬﻑ ﺍﺳﻤﻪ ﻣﻦ قائمة الأسماء في ﻫﺎتفي، وإذا ما غيرت ﻫﺎتفًا جديدًا ﻭﺳﺠﻠﺖ ﺍلأﺳﻤﺎﺀ ﻣﺠﺪﺩًﺍ ﺍﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ الأﺳﻤﺎﺀ! والسبب الرئيسي لعدم ﺣﺬﻑ اسمه من قائمة الأسماء في هاتفي ﺣﺘﻰ الآن هو تذكر صديقي كلما ﻣﺮﺭﺕ بالأسماء ورأيت اسمه، فاﺩﻋﻮ الله ﻟﻪ بالعفو والرحمة الواسعة والغفران من الكريم المتعال، وثانيًا حتى أكسب تأمين المَلك – ولك بالمثل – لأني دعوت لأخ لا حول له ولا قوة بظهر الغيب..
ففي ظني المتواضع أن صداقة المصلحة التي انبنت على دنيا فانية، تزول وتنتهي عند أول منعطف أو موقف سلبي حصل بينمها، والعكس صحيح تستمر الصداقة المبنية على أخوة الدين لأنها حباً في لله.

*ترويقة:*
لا تنتهي الصداقة وإن تفرقت الأجساد وتباعدت الأبدان، لأن أرواحهما التقت وأجتمعت وتألفت وتعارفت وسكنت، وتبقى مستمرة، إلا إذا مات الحُب وانقطع الود ولم يتجاوز الأول ويغط الطرف الآخر عن أخطاء وزلات بعضيهما.

*ومضة:*
ﻣﺎ أﺟﻤﻞ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ودًا وحبًا وإيمانًا وصدقًا وحلمًا وكيانًا يسكن الوجدان، فالصديق الحقيقي لا يقدر بأغلى الأثمان.

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى