من السعيدة الى مصر
![](/wp-content/uploads/2025/02/aa87f233-4d6f-4a0c-9aaf-9fae6733b355-3-780x470.jpg)
د.عبد الولي الشميري
لِمِصْرَ غَنَّيْتُ مِن أَشْجَى مَعانِيها
يائِيَّةَ الحَرْفِ مَا أَحْلَى قَوَافِيها
لِمِصْرَ قَلْبِي، وَلِلأَحْبَابِ مُهْجَتُهُ
ولي مِنَ الحُبِّ والذِّكْرَى مَآسيها
أَتَيْتُ كَالبَازِ مِنْ صَنْعَاءَ مُتَّشِحًا
سَيْفَ المَعانِي وَعِقْدًا مِنْ لآليها
أَتَيْتُ مِنْ رَبِّوَةٍ شَمَّاءَ عاليةٍ
يُعَشْعِشُ النَّجْمُ فِي أَعْلَى رَوابِيها
أَتَيْتُ كَالصَّقْرِ عُشِّي فِي ذُرِى جَبَلٍ
أعلى المَنابِرِ لِلدُّنْيا وما فيها
صَنْعَاءُ قَدْ تَوَّجَتْنِي تَاجَ شَاعِرِها
مُرَصَّعًا بِلآلٍ مِنْ أَمانيها
مِنَ السَّعِيدَةِ، مِنْ صَنْعَاءَ، مِنْ عَدَنٍ
مِنَ الحُدَيْدَةِ، هَلْ دَارٌ تُساوِيها؟
مِنْ حَضْرَ مَوْتَ، وَمِن شَتَّى مَواطِنِها
كَمْ فِي رُباها كَحِيلُ العَيْنِ سَاجِيها ؟!
لَا عِطْرَ إِلَّا نَدَى أَزْهَارِ جَنَّتِها
ولا نوادِي الهَوَى إِلَّا نَوادِيها
نَسَائِمُ الوَصْلِ فِي صَنْعَاءَ عَابِقَةٌ
بـ (الكرم) و (البُنِّ) مِنْ أَقْصَى نَواحِيها
جاد السَّحابُ عَلَى أَزْهَارِها مَطَرًا
وبات مِنْ ثَغْرِهِ حُبًّا يُساقيها
وَدَفْقِ السَّيْلَ فِي أَكامِها سَحَرًا
يَشْتاقُ تَغْرَكَ فِي كَانُونَ وَادِيها
كَمْ قَبَّلَ النَّجْمُ هاماتِ الجِبالِ، وَكَمْ
تواضَعَ القَمَرُ الزَّاهِي لِأَهْلِيها!!
بنوا لـ (طَنْجَةَ) في تاريخها ظَفَرًا
وَشَيَّدوا عند (مَدْرِيدٍ) سَوارِيها
سَائِل عن (السَّمْحِ) مِنْ (خَوْلانَ) قُرْطبة
أنار (باريس) قاصيها ودانيها
أَمَّا (تَعِزُّ) الَّتِي فِسْطَاطُهَا صَبِرٌ
أبو الجبال أمير في بواديها
تقبل الغادِياتُ الزُّرْقُ هَامَتَهُ
فِي كُلِّ يَوْمٍ، إِذَا حَنَّتْ غَواديها
سُفُوحُهُ تَكْتَسِي الرُّمَّانَ زَاهِيَةً
مِنَ الرَّيَاحِينِ كِتَّانُ مَرَاعِيهَا
تَشْكُو مِنَ القَاتِ، هَلْ آنَ الْأَوَانُ لَهُ
يُخْلِي السَّبِيلَ وغُصْنُ البُنُ كافيها