على ضفاف الأمسيات

✍🏼 مرشدة يوسف فلمبان :

كانت في ليل السهر تجلس في شرفة غرفتها الخالية من ضجيج النهار. قبالة حديقة دارهاكزهرة عبقة على غصن شجر.. في ليلة غاب فيها القمر.. تغفو ثم تصحو.. وفي عمق غفوتها تلتقي بحلم مستحيل عنيد في ليلة تتلألأ فيها النجوم.. وفي صحوتها فجأة يخبو ذاك الضياء الحالم.. تتعانق قوافل السحب القاتمة ببطء شديد.. وبين الغيمة والغيمة نبضة خافقها تتسارع مع تلاحم الغيمات في انسجام رائع تتواصل في إبداع رباني متناسق تشكل لوحة فنية نادرة تحت مظلة زرقاء.. ثم تتناقل فيمابينها قطرات عذبة نمير تتناثر على الأجواء زخات منعشة تسحر الوجدان.. وتبهر الأحداق وتحيي الأرواح العطشى لعطاياالرحمن.. قالت تناجي طيفََا يرافق جلستها الماتعة / أتمنى لو أمرغ وجهي بوسادة من ماء السماء فأخالك من خلال خيوط فضية براقة منسابة على نافذة غرفتي بإطلالة مهيبة ساحرة..
فجأة ترعد طبول السماء بوابل من هزيم الرعد.. وقرقعة الصواعق تهز كياني وتتسارع نبضات قلبي
أستفيق من غفوتي لا أدري هل الليل يحتويني بسكونه أم يرعبني بغلالته السوداء؟ لكنني لا أهوى ظهور النهارليحرمني من متعة الليل وإطلالة طيف الحبيب من خلال ستائره المخملية وتلك الغلالة تهفهف على أجوائي وتدثر جسدي المرهق.. أتقاسم مع طيف أمسيتي لحظات الشكوى.. بعيدََا عن فضول البشر.. وفي نبضي معزوفة مجنونة تتناغم في صمت مع حلم حياتي أردد في ضجيج السكون
( حلم الليالي.. اللي ف خيالي) فتتعانق أرواحنا ليستريح الشوق.. وتهدأ الأنفاس!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى