سلح نفسك بالعلم خير من أن تزين جسدك بالجواهر
✍🏼 د / سعاد حسني :
ينعم الله علينا – سبحانه وتعالى – أرزاق ونعم كثيرة منها : الصحة، المال، الأولاد، وغيرها الكثير لكن أفضلها الأخلاق، ويليها العلم؛ لذلك كانت أول كلمة نزلت على رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم) اقرأ. ولم يحدد الله – سبحانه وتعالى – له نوع القراءة بل أشار له إلى علم الله الذي لا حدود له؛ وكانت كلمة اقرأ جامعة شاملة أي نوع من القراءة تزيدنا علما. وهذه دعوة صريحة وأمر قاطع على طلب العلم بكل أنواعه. فبالعلم تحيا الأمم وتتقدم، وبالعلم تتحول أحوال الأفراد والمجتمعات، وجميع الأديان تدعو إلى طلب العلم وتحصيله : ففي الإسلام ذكر رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) أحاديث كثيرة تحثنا على طلب العلم منها : ( اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد) كما قال ( اطلبوا العلم ولو في الصين) كما قال أيضا ( العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة) صدقت يا رسول الله. وكلمة فريضة أنه أمر إلزامي وليس على حسب الهوى فخير للإنسان أن يتسلح بالعلم، ويسعى إليه، ويتحصل عليه؛ لينير عقله، وينضج فكره، وترقي خلقه، من أن يتزين بجواهر مهما كانت باهظة الثمن، ومهما كان معدنها نفيث؛ فهذا التزين هو تزين سطحي زائف لا قيمة له، أما العلم يساعد الإنسان على تحقيق آماله وطموحاته، وينوع إنجازاته المختلفة ليس هذا فحسب بل إن العلم أحد الأشياء المهمة التي تترك بعد وفاة الإنسان، وتكون صدقة جارية له كما قال الرسول ( صلى الله عليه وسلم) ” إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له” صدقت يا رسول الله. فهنيئا لمن يسعى لطلب العلم، وهنيئا يثابر عليه ويتحصله؛ لأن من الأفضل أن تتسلح بالعلم خير من أن تزين جسدك بالجواهر.