عودة (عروس المدائن)

* (مدني السنّي)..

✍🏻 عمار باشري :

عادت الأميرة الصُغري (عروس المدائن بعد غياب لأكثر من عام (١٨ديسمبر ٢٠٢٣م)بذات الحضور والجمال والحِشمة ؛ المدينة التي تعرف صناعة الفرح وحياكة الحرف وزراعة الاُنس قبل القطن والقمح وغرس التسامح جوار شتلات النغم وممارسة فضيلة النُبل ولا تغزل إلا الألحان ولا تصوغ إلا مدهش فتّان وتجمّل معصمها بقامات فارعة في التصوّف والدعوة والفنون والرياضة ولها ثمرة وزهرة من كل بستان ؛ ومثلما سُرِق من عينيها الكُحل ومن فمِها الابتسام ومن قلبها النابض السلوي خِلسة ذات ليلٍ حزين ؛؛
عادت .. عادت ؛
عند هزيع الثُلثِ الأخير من السحر وغبشة الفجر ؛ همهمات الصالحين وإنكسار وخضوع المقاتلين والمجاهدين لربّهم بطلب النصر علي أمهارٍ مجنونة حوافرها لا تعرف إلا الركض في فلوات الكبرياء والكرامة وكل شبر به مظلوم ميدان لها لتعلو رايات الحق والعدل والسلام ؛؛
* عادت مدني الأميرة ..
ليبرأ الجُرح ويسكُن الألم وترتفع المآذِن بالتكبير والتهليل ومن أرضِ القِباب بكل الجزيرة ومسيد وليبلغ النداء مسجد الشهيد والجامع العتيق والكبير بالخرطوم وفاشر ابوزكريا وليُردّد صداه بدنقلا والدامر وميراث سلاطين الفونج بالدمازين وسنّار ولتأتز الاهرامات بشندي وجبل البركل يمور بمروي ويهدر البحر الأحمر بالأمواج عند سواكن وبورتسودان ويعزف أنشودة الفرح التاكا بكسلا وكل الأفواج تتقاطر من قضروف سعد والفاو وتخرج تماسيح بحر ابيض من المناقل وكوستي والدريم حافية إلا من شمم ومن بعيد تلّوح غابات الهشاب ورمال الأبيض والرهد وبوادي الكبابيش والجوامعة والحَمَر والجبل ١٠٠ كدوقلي والدلنج ترتج في نغم ؛؛
لا يصمت نحاس ؛تضِجُ طُبول الأعراس في كل بيت وشارع والقلوب قبل الالسُن بالزغاريد والنشيد .
* عادت الاميرة(مدني) ؛؛
* تخدّد وجهها الدامع أرهقته الايام كصباحاتها المطيرة تحجب الشمس الغيوم ؛ ومن خلف الحجاب تتلألأ عيناها الضاحكتان من فرح وشوق وحنين يفيض بالبكاء والدعاء ويهتف بالشكر لله والثناء ؛؛
* مواكب البدريين تُسقط اليوم آخر قِلاع القداسة ؛؛
* وحده الجيش السوداني ؛؛
* يكتب بلغة فصيحة مُبينة تفهمها كل الألسُن تاريخاً عسكرياً جديداً مجيداً في سِفر الفتوحات وألواح الانتصارات؛ وينحتُ في صخر المستحيل مُمكننا ؛ ويرسم بالأوان تحت قبّة السماء (الله -الوطن) ؛
* الله اكبر؛
* من كيد كل عميل ومرتزق وأجير ومتآمر ؛ والوطن مهره الأرواح الطاهرة ما التاثت بمال حرام ولا عاقرت حرام وعافت الحرام ؛والدماء الزاكية ما سرت في عروقها الخيانة وما نبض في قلبها الزيغ والضلال ..
* عظمة شعب السودان ؛
* في إنسانه وأرضه وتاريخه وحضارته ؛ أرض الممالك وميلاد الحضارات وبزوغ شمس الإنسانية والأنبياء (داوؤد وسليمان وشعيب ويونس وموسي) ؛
* عظمته وخُيلاءه في عبقرية جيشه نسل رُماة الحدق وأسلاف بعانخي ودُنقُس وابوشلوخ ونمر والمهدي وتورشين ودقنة والميراوي وودحبوبة والماظ وحتي الشهيد عميد عبدالمنعم وعلي عبدالفتاح ؛؛
* اليوم ترقد أرواح الشهداء بسلام ؛؛
* اللواء حسين عرديب ؛ اللواء ياسر فضل الله ؛ اللواء ايوب عبدالقادر ،
* اليوم يهنأ تحت عرش الرحمن باذن ربي عثمان فور ولقمان والنيمة وخطّاب وودالفضل وساجد مكّي والعميد عمر النعمان .
* عادت عروس المدائن (مدني)؛
* بعد ان دفعت ثمن مهرها وحُريّتها غاليا أضعافا مضاعفة من إنحطاط ولؤم وبشاعة ووضاعة ورُخص ومهانة وغدر هو طبعٌ أصيل في عُربان الشتات وغُربان مجاعيل أفريقيا وسلوك غير مُنكر ولا مُستقبح من كبرائهم (محمود مؤادِبو ومختار بابو) يتفاخرون بوحشية السِباع وغدر الضِباع وثورة الجياع للأنفس البريئة والعطشي لدماء الشيوخ والنساء والأطفال والشرِهة لنهب اموال المواطن من كسبهم الحلال ؛ فاللصوصيّة والسرِقة عندهم جسارة والقتل بسالة والغدر رجالة والخيانة شرف والوفاء ترف ؛
* ومن باع (عروس المدائن) ؟!
* باعها أبنائها الذين ربّتهم وأطعمتهم وكستهم وآوتهم وعلمتّهم ؛ باعها السوقة في النّاس يمشون بالعُهر وينطقون بالكُفر وقلوبهم غُلف وأفئدتهم ذعر ؛ مسكنهم بكل أرض الحانات والمواخير وثمنهم الدراهم والدولار والدنانير ومنبتهم السُحت والخنازير ؛ جِيَف قوادة لمحارمهم بالنهار زُناة عُراة بالليل لا يصحبون إلا منافق نزيديق ودجّال ؛
* باع وقبض الثمن ؛ خالد سلك ابن فداسي وياسر عارMan ابن الحصاحيصا والحاج ورّاق ابن رفاعة وحمد الترابي ابن ودالترابي ومنتصر هبّاني ابن بحر ابيض وصديق موية حثالة الامة ..
* عادت (عروس المدائن)؛؛
* لوجدان الأمة ورحاب الطُهر والوطنيّة واصطفّت مع مجموع المُيمّمين القِبلة في الصّف الاول وجوارها سنجة والدندر والسوكي وتحيط بها جواضرها وبندرها والريف ؛ والجميع يقنُت بصوت جهير لا نوم ولا عافية إلا بالقصاص مِمّن إسبتاحوها غدراً وطُلما قولا فصلا سبق فيه الكتاب .
* نصر الله شعبنا وجيشنا
* حفظ الله أمّتنا ووطننا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى