كن سيد نفسك!
✍🏻 صالح الريمي :
كلنا نواجه ضغوط الحياة التي تزعجنا تصرفات بعض الناس، ومع ذلك علينا أن نتحكم في ردود أفعالنا حتى لا نخسر كثيرًا بردود أفعالنا السريعة، خاصة حينما يمتلئ الإناء بالعداء، فإذا لم تستطع أن تقابل الإساءة بالإحسان فاحرص على الأقل بألا تكون ردة فعلك أقوى في مقدارها من الفعل، فتكون أنت سيد مزاجك، وبهذا لن يستطيع أحد أن ينتزع منك شغفك لأشيء ما، متذكرًا بيت الشعر الذي يقول:
إذا نطق السفيه فلا تجبه
فخير من إجابته السكوت
من هذه المقدمة أنقل لكم موقفين مختلفين لشخصين، أحدهما كانت ردة فعله إيجابية والآخر سلبية، الأول شخص صدم سيارته من الخلف، فنزل من السيارة غاضبًا يصرخ ويشتم ثم تم استدعاء شركة نجم، وأجريت الإجراءات القانونية، لكنه ما زال في حالة مزاجية سيئة، فرجع إلى المنزل، فوجد ابنه يبكي لسبب لم يعرفه فضربه، ثم تشاجر مع زوجته التي بدورها تركت المنزل وذهبت إلى منزل أهلها، ثم تبين بعد عدة أيام إصابة هذا الرجل بداء السكري نتيجة تعرضه لحالة غضب عنيفة..
والآخر صدمت سيارته سيارة أخرى، فنزل من السيارة مبتسمًا حامدًا الله أنه لم يصب أحد بأذى، ثم أجرى جميع الأجراءات القانونية ورجع إلى المنزل، فأخبر زوجته بالقصة التي بدورها فرحت فرحًا شديدًا بسلامة زوجها وقامت بعمل عزومة عشاء للجيران.
الفرق بين الموقفين أن الأول لم يعرف كيف يتصرف عن جهل بحقيقة الأمر، أما الثاني فهو يدرك جيدًا أنه بين الحادث والحافز واستجابته للحادث ثواني من ردة الفعل الإيجابية التي تجعله يملك حرية إختيار ردة فعله، فاختار ردة الفعل الإيجابية اللطيفة..
لكن الشخص السلبي يتأثر بالبيئة المادية المحيطة به، فعندما يكون الجو صحوًا يكون مزاجه معتدلًا، وعندما يكون الجو ملبدًا بالغيوم فانه يؤثر على سلوكياته وادائه، لأن الشخص المبادر الايجابي يخلق لنفسه الطقس الملائم ويتعايش معه هذا الطقس أين كان، فلا يعنيه هطول المطر أو إشراق الشمس طالما أن ما يحكمه هو القيم التى تحث على العمل المثمر والتى بدورها لا تتأثر بحاله الطقس.
ترويقة:
يقول عبدالله القاسم:
لاتكن في الحياة مجرد ردة فعل، فعندما يريد شخص ما أن ينكد حياتك ويُشعرك بالانزعاج فتتنكد بسببه، فقد حققتَ له مايريد على طبق من ذهب، لكن لو لم تشغل عقلك به، وذهبت لما يسعدك واحتفلت بجمال حياتك، فربما هو الذي سيتنكد وليس أنت، مع أن هذا الأمر ليس غايتك ولا يُشغل تفكيرك.
ومضة:
أن تكون إيجابيًا يعني أن تقلق بشكل أقل، وتستمتع أكثر، وأن تنظر للجانب المضيء بدلًا من أن تملأ رأسك بالأفكار السوداء، وتختار أن تكون سعيدًا بدلًا من الحزن، فلا تكن ردة فعل! فأبيجابيتك تكن سيد نفسك.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*