جرعة كيماوي

✍🏻 صباح الحكيمي :

للوهله الأولى التي أيقنت حينها أن هذا المرض قد إكتسح جسد أختي، وأخذ منها صحتها وأتعب جسدها، لم يكن الألم لها وحدها فقط، لكن كل العائلة قد أنزفهم ذلك وأوجعهم وضخ في أجسادهم الهم والحزن، لكن أملنا ويقيننا بالله كبير، تلك الجرعات التي هدت جسدها وآلمته وأشعرتنا بالكثير من الغصص التي غضضنا الطرف عنها، تلك الجرع التي أدمت قلوبنا قبل أن تصل إلى جسد أختي التي صبرت واحتسبت ورجت ماعند الله، فهي صابرة مذ عهدتها لا تشكي ولا تطلب ولا تستنجد إلى من الله وحده، لم أكن اتخيل أن يزورنا هذا المرض ويعيش في أطهر جسد وأنقى قلب، لكنها حكمة الله أراد أن يشعرنا بالنعم التي نحن غافلون عنها ولا نؤدي شكرها، تلك الجرع التي أوهنت جسد أختي وأتعبته، كانت كفيلة بأن تحيي قلوبنا الغافلة ونتفكر بمن تعايشوا مع هذا المرض وأصبحت الجرع لهم غذاء، نسمع عنهم ولا نراهم ندعوا لهم بظهر الغيب ابتغاء الأجر، لكنه اليوم بيننا نشاهد عوارضه وآلامه الدفينة في جسد أختي، نراها تقاومه بكل قوتها وتتناساه من أجل أن لا تؤذي أمي وأبي، لا تشعرهم بالألم، ولا بأنه يقتاد من جسدها ومن بريقها، تحاول بكل قواها أن تصبر على الأذى والمرض، ونحن نراها قوية فنزداد قوة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى