الحاجة والمبالغة: رؤية متوازنة
✍🏻 د. خالد ال سعد :
الحاجة هي جزء لا يتجزأ من طبيعة الإنسان، فهي تمثل الضروريات التي لا يمكن الاستغناء عنها للحفاظ على الحياة أو لتحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي. مثل الطعام، الماء، المأوى، والتواصل الاجتماعي. هذه الحاجات هي ما يدفع الإنسان للعمل والتطوير، بل إنها أساس الحضارة والابتكار.
لكن، حين تتحول الحاجة إلى مبالغة، فإنها تتجاوز حدود المعقول لتصبح عبئًا على الفرد والمجتمع. المبالغة تنشأ عندما يُحمِّل الإنسان حاجته أكثر مما تستحق، فتتحول الرغبات الثانوية إلى أولويات، ويصبح السعي وراء الكمال أو الرفاهية المفرطة هدفًا يشغل الأذهان والموارد.
على سبيل المثال، الحاجة إلى وسيلة نقل هي حاجة مشروعة، لكن المبالغة تظهر عندما تصبح السيارة وسيلة للتفاخر بدلًا من كونها وسيلة للنقل. كذلك، الحاجة إلى السكن أساسية، لكن الهوس بالمظاهر الباذخة في المنازل يمكن أن يؤدي إلى استنزاف مادي وضغوط اجتماعية.
التوازن بين الحاجة والمبالغة هو مفتاح العيش السليم. فحين يدرك الإنسان حدود حاجاته ويركز على ما هو ضروري ونافع، يتجنب الوقوع في دوامة السعي المفرط والاستهلاك غير المجدي. وهذا التوازن يعزز القناعة والرضا، مما ينعكس إيجابًا على حياته وعلى المجتمع ككل.