عالم أرواح شاكر العقيد … الفصل السادس .. ” شبح البحيره “
✍🏻 سمير الشحيمي :
في صباح اليوم التالي وفي عزاء حمدي شاكر والشيخ عبد الرزاق وسكان قرية زكوان يواسون أهل الفقيد وجلس شاكر بجانب الشيخ عبد الرزاق وكان منهمك الشيخ بالحديث مع الحضور وشاكر يناظر بعينيه المعزيين وهم يتبادلون الحديث بأمور الحياه ويقول فيه نفسه : بدل الدعاء له يتبادلون الحديث والضحك بالفعل أن عمر الإنسان وذكراه تنتهي مع دفنه بتراب.
شخصين إثنين بجانبه يتحدثان عن حمدي فقال الأول : قبل موته كان معنا نلعب الورقة ثم قال سأذهب إلى البيت لأن الوقت تأخر.
اللي بجانبه يقول : هل تعتقد أن موته صدفه؟
يرد عليه : برغم بعدنا عن البحيره سمعنا صوت صراخ عندما توجهنا للبحيره لم نجد شيء هناك فذهبنا.
شاكر انجذب لحديثهما فقال : وهل لاحظتم شيء مريب بالبحيره؟
الرجل : لا لقد كانت هادئه وليس حواليها أحد ولم نرى حمدي أو أحد آخر بجانب البحيرة.
إنتبه الرجل إلى الخاتم الذي بيد شاكر فقال له : هذا الخاتم الذي بيدك يشبه خاتم حمدي كثيراً وأن لم تخني عيناي فأنا متأكد أنه خاتم حمدي.
شاكر : وكيف متأكد أنه خاتم حمدي؟
الرجل : لقد ابتاعه من سنتين من إمرأه غجريه وكنت معه عندما إشتراه.
شاكر يفكر بكلام الرجل ثم أقترب منه الآخر وقال : يقولون أن البحيره يسكنها شبح ما والأغلب أنه شبح فتاة وجهها مرعب مكسو بالشعر
فأكمل صديقه : ولكن الغريب بالموضوع أن الذين ماتو بنفس هذه الظروف كانو أصدقاء حمدي ولكن ظروف موتهم بهذه الطريقة محيره جدآ.
شاكر يفكر بكلامهما كثيراً ويطرح تسائلات بينه وبين نفسه وخرج شاكر مع الشيخ عبد الرزاق بعد العزا بجوله في القريه ويسترجع ذكريات طفولته وأماكن كان يزورها حتى توقف أمام فيلا مهجوره بابها مغلق فنظر إليه الشيخ عبد الرزاق وقال له : مالذي استوقفك يا شاكر؟
شاكر : لقد تذكرت عندما كنا نلعب أنا وأخوتي هنا بهذه الفيلا
الشيخ عبد الرزاق : لو كان الأمر بيدي لكنت أحرقت هذا البناء المشؤوم ؛ هيا بنا نرجع للبيت.
نظر شاكر على الشيخ عبد الرزاق وأعاد نظره إلى الفيلا ثم مضى يمشي خلف الشيخ عائدين للبيت.
إنتهى شاكر من الإستحمام ولبس ملابسه ثم أطل من النافذه فقال في نفسه : جو القريه في المساء جداً جميل
فخرج شاكر من غرفته ومعه ملف الذي أخذه من الدكتور إسماعيل فوجد زوجة خاله الحاجه صفاء فقالت له : أبني شاكر تعال أجلس لتشرب الشاي
شاكر : شكراً لك يا حجه سأجلس قليلاً عند باب المنزل لأراجع هذا الملف.
الحاجه صفاء : لا بأس إذهب وستحضر لك جواهر الشاي إلى مكانك.
فجلس شاكر بالخارج ويقلب صفحات الملف وما به من صور لشباب الذين تم إيجادهم جثث أمام البحيره فأتت جواهر إلى شاكر ومعها الشاي فتناول شاكر كوب الشاي قائلاً : شكراً لك يا جواهر.
جواهر : العفو, ممكن أجلس معاك شوي؟
شاكر وهو يغلق الملف : تفضلي يا بنت الخال.
جلست جواهر وقالت وهيه تنظر لسماء : الجو اليوم جميل جداً
شاكر: بالفعل لذلك أحببت الجلوس بالخارج نحن بالمدينة نفتقد نفس هذه الأجواء
جواهر وهيه تنظر لشاكر : بأمكانك العوده إلى القريه فمكانك موجود وسط أهلك وجماعتك.
شاكر : حالياً صعب لظروف عملي لكن مع الوقت لا أحد يعلم.
جواهر : لماذا خرجت من القريه ومالذي حدث ذلك اليوم في الفيلا المهجوره.
شاكر يصمت وقد تضايق قليلاً ولاحظت ذلك جواهر فقال : إن هذه القصه أتجنب الحديث عنها مع أي أحد كان ولكن مع مرور الوقت ستعرفين.
جواهر : إلى متى الكل يرفض الحديث عن الفيلا المهجوره ومالذي حدث داخلها وأنا متيقنه أن ماحدث بالفيلا هو سبب ابتعادك عنا وعن القريه.
شاكر ينظر لجواهر : جواهر أنتي فتاة ذكيه ومع الوقت سأخبرك أعدك ولكن ليس الآن.
جواهر تصمت وتهز رأسها بالموافقه ثم قالت وهيه تنظر للملف الذي بجوار شاكر وقالت : مالذي يحتويه هذا الملف أو ستخبرني بالوقت المناسب.
شاكر وهو يبتسم ويمسك الملف بيده وقال : إنه ملف يحمل صور الذين تم إيجادهم عند البحيره
جواهر : كان الله في عون أهلهم لقد كانت فاجعه.
شاكر : نعم وهيه كذلك لا أعلم هل حكم على هذه القريه بأن لا تعيش بسلام؟
جواهر وهيه تنظر إلى السماء وتقول : لابد وأنه حكم عليها بأن تكون هكذا طبيعتها تحمل السواد خاصه عندما فقدت القريه بنت السماك بظروف غامضه ومن يومها بدءت قصص موت هؤلاء الشباب المساكين.
شاكر ينظر إلى جواهر بإهتمام وقال : وبنت السماك لم يجدها أحد إلى الآن؟
جواهر : لا، كثرت القصص والأحاديث منهم من يقول إنها هربت مع حبيبها وآخرين قالوا إن أصحاب الأرض السفليه أقصد الجن خطفوها لأنها كانت جميله جدآ وتبهر كل من يراها.
شاكر : وأين يسكن السماك؟
جواهر : معه كوخ بجانب البحيره ؛ فجأه الحاجه صفاء تنادي على جواهر وتنهض جواهر مسرعه إلى الداخل تاركه شاكر العقيد يفكر بكل كلمه هيه قالتها.
يتبع…