الذكرى الخامسة لتولي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم مقاليد الحكم في سلطنة عُمان*
✍🏻 د. هلال بن عبدالله السناني:
يمثل يوم تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد بتاريخ 11 يناير 2020 حدثا تاريخيا بارزا لأبناء عُمان، ليس فقط لكونه مثّل انتقالا سلسا للحكم وما به من تأكيد على الوحدة والاستقرار الذي طالما تميزت به سلطنة عُمان، وإنما شكّل أيضا انطلاقة جديدة لمسيرة التطوير والتنمية في البلاد .
عمل جلالته -حفظه الله ورعاه- منذ بداية حكمه الرشيد على ترجمة رؤية عمان 2040 والتي أشرف جلالته على إعدادها قبل ذلك بسنوات، لما تمثله هذه الرؤية من مستقبل واعد لعُمان وشعبها في كافة القطاعات التعليمية والصحية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقطاعات المتعلقة بالبنية الأساسية وقطاع اللوجستيات والاقتصاد المعرفي والذكاء الاصطناعي وغيرها من القطاعات الحديثة.
لقد تمكنت سلطنة عُمان خلال السنوات الخمس الماضية من حكم جلالته – حفظه الله ورعاه- على تحقيق إنجازات عديدة خاصة تنظيم هيكلة قطاعات الدولة المدنية والاقتصادية والتركيز على الجوانب الاستثمارية على المستوى الداخلي وتعزيز الشراكات الاستثمارية، وهو ما كان له دور مهم في تعزيز مصادر الدخل، وتجاوز التحديات الاقتصادية المحلية والعالمية الناتجة عن مسألة الدين العام للدولة وتقلبات أسعار النفط وتأثيرات جائحة كورونا.
واصلت سلطنة عُمان القيام بأدوارها المعهودة في الوقوف مع القضايا العادلة، ومساعي إحلال السلام وتغليب الدبلوماسية ولغة الحوار لحل النزاعات على المستويين الإقليمي والدولي، والتأكيد على دور المنظمات الدولية في هذا الجانب لترسيخ القانون الدولي والإنساني، كما عمدت سلطنة عُمان على تعزيز علاقاتها الثنائية مع مختلف دول العالم والمشاركة بفعالية أكبر في المبادرات العالمية المتعلُقة بالاستدامة وتغير المناخ والطاقة المتجددة.
إن هذه السياسات التطويرية التي يتبناها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه- تزامنت في ذات الوقت مع مشاريع واسعة تؤكد المحافظة على الإرث الحضاري العُماني بكافة أبعاده التاريخية والثقافية وتعزيز الهوية العُمانية والحضور العُماني في كافة المحافل الدولية.