( حلاوة الأيام)
✍🏼مرشدة يوسف فلمبان :
من الصعب جدََا إستعادة كل جميل مضى.. لذا في قرارة نفسي حين خاطبت بائع الأحلام في مخيلتي أنه حقََا بائع الأحلام.. ربما يكون هو سلوتي في لحظات وحدتي وخيالاتي.. طلبته يبيع لي حلمََا يكسر قيود خاطري الجريح يهديني حفنة أمل.. أرجوه أن لايبيع لي الأوهام.. وأوجه تساؤلاتي إليه / هل يمكنه أن يبيعني حلمََا يشفي آلامي؟
هل يبيعني حلمََا يعيد لي حلاوة الأيام مع حب الطفولة؟
وهل يمكنه أن يبيعني حلمََا منتظرََا لغد جميل؟ و هل يعيد لي شبابي الهارب الذي شق الأرض متنقلََا تائهََا بين محطات العمر؟
أتمنى إستعادة كل جميل كان متجولََا في رحاب أيامنا.. إذ نحن في هذا الزمن يحدث الكثير من السلبيات نتيجة تعاملات البشر التي تغيرت فيما بينهم..
فما هي الحياة التي نحياها في هذا الزمن المشبع بالمطامع الدنيوية وتفاقمت مجرياتها في هذا الخضم الهائل من أحداثها.. حيث تنتاب بعض أفراد المجتمع حالات من الركود العاطفي ونضوب المشاعر من خلال هذه العوامل المؤثرة في حياة البشر
.وقد كان لهم رصيد هائل من الود والوفاء وحسن التعامل والعشرة ذلك حصاد زمن جميل وأيام حلوة.. وفي لحظات من العمر غير متوقعة يتلاشى كل مابينهم من محبة وتآلف.. ويختفي ذاك الرصيد لاندري هل هي عوامل البيئة والتغيرات الحياتية التي تسببت في قطع وشائج أكثرالعلاقات..أم هي أنماط الحياة المتلونة غيرت سلوك وأفئدة البشر؟
في اعتقادي أن عوامل التغييرات البيئية.. وتحديث التقنيات.. ونشوء التكنولوجيات المعاصرة.. من خلال التطورات المبهرة التي غزت عالمنا.. هذه المعالم شوهت الكثير من نفسيات الإنسان الجديد وبدلت كينونته.. وساهمت في تفكيك أواصر الترابط الأسري.. ومفهوم علاقات الصداقة وروابط الأخوة.. ووشائج العلاقات الزوجية كل تلك العوامل اربكت العلاقات الإنسانية.. وكافة العلاقات الجميلة في ظلال الأسرة والمجتمع ككل.
وعلى الإنسان في مجتمعاتنا أن يحاول إعادة بناء تلك العلاقات التي أنصهرت معادنها في محك الواقع المرير.. وأن يجدد بناء قلاعها التي أنهارت من خلال زحمة التقنيات التي أحدثت شرخََا داميََا وثورة في جسد الإنسانية وعوامل النهضة التي أثارت كوامن المجتمعات في ظل التطورات ذات البريق الزائف التي تنشأ عنها عواطف زائفة..
إذََا على إنسان هذا العصر إعادة الصفوة الأسرية.. وإضاءة بريق النقاء في مساحات الوجودية.. وزرع بذور الحب والتعاطف والتآلف بين فئات المجتمع بدءََا من الأسرة ثم المجتمع ثم الوطن لاستعادة حلو الأيام بسمفونيتهاالرائعة التي ضاعت بين دياجير التكنولوجيات التي بسببها لم نتذوق حلو الأيام لسوء إستخدامهاوكيفية التعامل معها بشكل صحيح..
أتمنى العودة إلى حلو الأيام القادمة تظللنا السعادة.. والألفة..والرضا.