الشتاء: رقصات البرد ودفء الذكريات

✍🏻 خالد كعبي-أبها:

حين يحل الشتاء، ينقلب كل شيء. تتغير السماء، ويصبح الهواء أكثر برودة، ولكن في هذا التغير يكمن سحرٌ خاص. تسكن الأرض في صمت، وتبدأ الرياح بحكاياتها مع كل زاوية وكل ركن. لكن وراء هذا البرد القارص، تجد في كل زاوية لمحة من الدفء، ليس في الجو فقط، بل في أرواحنا أيضًا.

الشتاء ليس مجرد فصل بارد يأتي كل عام، بل هو مرحلة تذوب فيها المسافات بيننا وبين أنفسنا، وبيننا وبين الآخرين. برودة الهواء تُحفز مشاعرنا، وتدعونا للتقارب والاحتماء. ففي كل مرة نلتف فيها حول بطانية دافئة، نجد أن اللحظات تصبح أكثر حميمية، وأن أحاديثنا تتحول إلى أغاني من الدفء والمشاركة.

لكن برد الشتاء لا يقتصر على الجو فقط، فقد يتسلل أحيانًا إلى قلوبنا، حين نشعر بالعزلة أو الوحدة. وفي تلك اللحظات، يُصبح البرد ليس فقط في الهواء، بل في الأعماق أيضًا. ورغم هذا، يبقى الشتاء فرصةً لإعادة شحن المشاعر، لإعادة ترتيب أفكارنا، ومراجعة ما يهمنا حقًا في حياتنا.

إن برودة الشتاء تعلمنا الصبر، وتعلمنا كيف نبحث عن الدفء في أبسط الأشياء: في كلمةٍ لطيفة، في نظرةٍ حانية، في لحظةٍ نحتفظ بها في قلوبنا. الشتاء علمنا أن البرد قد يكون عابرًا، لكن دفء المشاعر هو الذي يبقى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى