عبر عن مشاعرك
✍🏻 صالح الريمي :
يومًا أرسلت لي إحدى الزوجات تقول في رسالتها:
إذا تمتمتُ إلى زوجي بأني أتمنى منه كلمة رقيقة رومنسية يفاجئني بها ككلمة “أحبكِ، أعشقكِ، حبيبتي، أموت فيكِ، أنتِ حياتي، أنتِ قلبي، أنتِ عمري”، يا قلبي، يا عمري، فإذا بالرد يأتي كالصاعقة “دعي هذا الكلام للمراهقين نحن كبرنا عن هذا الكلام”، وأحيانًا أسمع منه عبارة: “أنا أتعب وأشقى من أجلكم! ألا يكفي هذا الحُب والتضحية؟!”..
بالطبع الكلام الجميل ليس بين الأزواج فحسب، فالكل محتاج لسماع القول الحسن، من باب قوله تعالى: (..وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا..)، وجفاف مشاعرنا أصبحت ظاهرة مما جعل أسئلة تعتريني، لماذا لا نعبر عن مشاعرنا بوضوح وصدق؟ أهو الكبرياء والكرامة؟ أم هي الرغبة في الحفاظ على تلك الصورة الجادة والجافة من المشاعر في حياتنا؟ أم هو الخوف من ردة فعل من نعبر له عن مكنون مشاعرنا واحاسيسنا تجاهه؟
في حياتنا يمر علينا سيناريوهات ومواقف جميلة مكررة وتتكرر كل حين ولا نستغلها إيجابيًا، فالصعوبة لا تكمن في قول كلمة “أحبكِ” بذاتها، إنما الصعوبة تكمن في التعبير عن المشاعر الإنسانية في مجتمع نشأ على ثقافة الكتمان وجفاف المشاعر..
والمشكلة الأكبر الإستمرار في كتم المشاعر وتغليفها بالجفاف فيؤدي إلى تبلد العواطف وجمود الأحاسيس، مما قد يسبب قسوة القلب والنفور من بعضنا، لذا ابحثوا عن المواقف الجميلة ففيها تفيض المشاعر الأجمل، ولا شيء أحب إلى النفوس من الوصل واللقيا لمن أحببناهم وأحبونا.
والحل الأكيد لإزالة الجفاف من مشاعرنا إذا رايت من تحب، قف قليلُا!! نمق جملك، زين عبارتك، رتب مقالتك، هذب نفسك، أفرغ كل الشحنات السالبة من قلبك، أخرج الشحنات الإيجابية من روحك..
قال تعالى: (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..)، في الحياة لا تحبس حديثًا جميلًا في صدرك ولا تقفل على كلمة لطيفة وبسيطة في قلبك، فلن تتخيل كيف تضيئ كلماتك في قلب من تحب.!! فالكلام والنقاش مع من تحبه مع الثقه مفيد جداً في تخفيف التوتر والاكتئاب ويمنحك ثقة كبيرة في نفسك.
*ترويقة:*
تشير دراسة نشرتها صحيفة «ديلي ميل» البريطانية إلى أنه قد يكون الناس أكثر سعادة عندما يشعرون ويعبرون عن المشاعر التي يرغبون بها حقًا، ولهذا من خلال تعاملي مع البشر دائمًا احتفظ في ذاكرتي بالصور المشرقة، فإن أصابها خدش أو كسر، أُعيد التقاطها من زوايا جديدة، ومن اتجاهات مختلفة، ولكن لا أكرر طباعة الخدوش والكسور مجددًا، لأن الخدوش والسطور ستذهب مع مرور الزمن والمستقبل القريب إن شاء الله تعالى.
*ومضة:*
إنَّ الإنسان مخلوق عاطفي، مجبول على طلب الحُب والتقدير والاهتمام والذكر الحسن، يقول الله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام: ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*