إذا شبع المرء لم يجد للخبز طعما
" حديث الجمعة"
✍🏻 سعاد حسني :
يقول الله – عز وجل – في كتابه العزيز ” وكلواو اشربوا ولا تسرفوا” صدق الله العظيم . فهناك حقيقة تفرض نفسها على بني البشر وهي إذا شبع المرء لم يجد للخبز طعما. فالإنسان عندما تمتلئ معدته بالطعام الكثير – والذي لا فائدة منه – فعلا لايحس بطعم الخبز، أو أى شئ أخر وهنا يقول المثل المصري الشعبي ” أحلى مؤكلك جع َكل ” كما أوصانا رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم). بالاعتدال عند تناول الطعام حيث قال ” ماملأ أدمي وعاء شرا من بطن بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه” صدقت يا رسول الله. ومن هنا وبقول رسول الله علينا أن نعتدل في تناول طعامنا؛ حتى نستطيع مواصلة الحياة، والقيام بمهامها في سهولة ويسر. فكم من ناس هوياتهم المفضلة الطعام بكل أنواعه و بالتأكيد هذا أسلوب خاطئ ؛ فالله – سبحانه وتعالى – أوجد لنا نعمة الغذاء والطعام؛ حتى نقوي صلبنا وجسدنا؛ لنقوم بفرائض العبادة بصحة وعافية، كذلك نعمل أعمالنا، ونعمر الأرض ونبنيها دون مشاقة أو عناء. والعجب أن في وقتنا هذا كثرت قنوات الطعام بألوانه المختلفة وشيفاتها المتميزة، كما كثرت أيضا قنوات معالجة السمنة و النحافة والرجوع إلى الاعتدال في تناول الطعام، والتى تدعو الإنسان إلى ألا ينظر إلى الطعام بعينه وشهوته له، بل ينظر إليه على أنه وسيلة إلى النشاط والحيوية، والصحة الجيدة والجسد المعافى من الأمراض. والحقيقة أن الإفراط مضر ليس في الطعام فقط بل في كل شئ؛ فالإفراط والإكثار من أي شئ يعود علينا بالندم و الحسرة ، أما الاعتدال فيه فيجعلنا في أمن وآمان، وذلك ينطبق على كل شئ إلا في شيئين : عبادة الله وحب رسوله ، وطلب العلم؛ فهذين الشيئين علينا أن نكثر منهما قدر المستطاع؛ لأنهما مفتاح التقرب إلى الله – سبحانه وتعالى – ورضاؤه علينا، كما أنهما مفتاح سر النجاح في الحياة. ولنتذكر دائما إذا شبع المرء لا يجد للخبز طعما.