الله يجبر بخاطرك
✍️ صالح الريمي :
أحدهم سألني في رسالة، لماذا أنت تُدْخِل نفسك في حل مشكلات الناس؟؟
يا أخي خليك في حالك، صدقني من تجربة شخصية، بعض الناس لن يأتي منهم أي خير لك سوى المتاعب والإحراجات، وكما يقال في المثل الشعبي: “يا داخل بين البصلة وقشرتها ما ينوبك إلا ريحتها”، ويقابله المثل العربي “من تدخل في ما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه”، “ودع الخلق للخالق”، انتهت رسالته..
من طبيعتي لا أحب أن أرى قلوبًا مكسورة أو موجوعة حتى لو كنت لا أعرفها، فكيف بمن أعرف، لذا بقدر استطاعتك كن للناس عابرًا لطيفًا إن لم تنفع لا تضر، قال سفيان الثوري: “ما رأيت عبادة أجل وأعظم من جبر الخواطر”، وهذه الحقيقة الوحيدة الراسخة في الحياة والتي يستحيل أن تنهار وتتبدل أننا كبشر بحاجة لبعضنا البعض..
والناس بطبيعتها تحتاج إلى بعضها البعض في قضاء حوائجها، مادية كانت أو معنوية، والعطاء المتبادل بين الناس هو ما يقوي الأواصر والعلاقات ويفتح الباب للمودة والحُب فيما بينهم، وخدمة الناس من جبر الخواطر، وهو من أعظم الأخلاق، “وخير الناس أنفعهم للناس” كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
*ترويقة:*
جبر الخواطر كالماء العذب الذي يروي ظمأ النفوس، ومن جبر الخواطر، إماطة الأذى عن مشاعر وقلوب الناس التي لا تقل درجة عن إماطة الأذى عن طريقهم، لذا اجبروا الخواطر وراعوا المشاعر، وانتقوا كلماتكم، وتلطفوا بأفعالكم، ولا تؤلموا أحدًا، وقولوا للناس حسنًا وعيشوا أنقياء أصفياء.
*ومضة:*
هناك عبارة أكيدة أنا مؤمن بها علم اليقين إذ يقول صاحبها: “ليدركك الله بكل خير ويحيطك بألطافه في جوف المخاطر، يا جابرًا للخواطر”.
اللهم أغفر لنا وارحمنا وعافنا وارزقنا وأجبر بخواطرنا.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*