رسالة إلى صديقي المعاتب
✍️ صالح الريمي :
أنا كاتبٌ لازلتُ أحبو في صفحات الكتاب، ولازلتُ أحتاجُ الكثير لأكون كاتبًا مشهورًا يشارُ إليه بالبنان، لكن أنا أكتب بمشاعر إنسان، وأجدُ من يقرأ لي يشعر بنفس شعوري، منهم من يسبح بخياله مع كتاباتي، ومنهم من يرى نفسه بكل كلمة أكتبها، والقليل منهم من لا يعجبه كتاباتي وهذا أمرٌ طبيعي..
ولن أخسر صديق لأجل أنه أختلف معي في كتاباتي، فالإنسانُ يحتاجُ إلى صديق في كل حال، إما عند سُوء الحال ليعاونه، وإما عند حُسن الحال ليؤانسه وليضع معروفه عنده، ومن ظن أنه يمكنه الاستغناء عن صديق، فهو مغرور، ومن ظن أن وجود الصديق أمْرٌ سهلٌ، فقد جانبه الصواب.
لذا أرسل رسالة إلى صديقي المعاتب:
فلتعلم أنني أحبك، وأشكر اهتمامك بالرد والتعليق، ومهما كان ردك قاسيًا، أعلم أنك محب ومقصدك التوجيه والإرشاد وحب الخير لي..
ولقد وصلتني أحرفك، وقرأتها بكفٍّ لا يكف عن الدعاء لك، وأعرضت صفحًا عن تجهمك، فكلما أردت نقض جدار مودتك أقمته عنك، وإني أخبرك بأن هفواتك لا تزال في بحر مروءاتك لا شيء.
*ترويقة:*
قال الأصمعي:-
“دخلت على الخليل بن أحمد وهو جالس على حصير صغير، فأشار علي بالجلوس، فقلت: أضيق عليك، فقال: إن الدنيا بأسرها لا تسعُ متباغضين، وإن شبرُا في شبر يسعُ متحابين”..
لذا وجدت في التباغض ألم، وألم الخصام شديد، وفسحة المجلس شاسعة ولو كانت شبراً، إذا كان الناس على وئام وحب متبادل.
*ومضة:*
قال تعالى: (الأخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ)، أَي كل صداقةٍ وصحابةٍ لغيْرِ اللَّهِ فإِنَّها تنقلبُ يوم القيامة عداوةً إِلا ما كان لِلَّهِ عزوجلَّ، فإِنَّهُ دائمٌ بدوامهِ.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*