جبر الخواطر

✍️ سميرالشحيمي :

الصلاة خير من النوم قالها المؤذن معلنا دخول وقت صلاة الفجر استيقظت مريم من نومها وايقظت زوجها فيصل ليصلي الفجر وبعد إنتهاء مريم من صلاتها وعودة زوجها من المسجد أعدت الإفطار واستعدا لذهاب إلى العمل أشرقت الشمس وخرج فيصل أولا إلى العمل فيصل موظف بالقطاع العام ركب سيارته وأنطلق إلى عمله جهزت مريم طعامها لتحمله معها إلى عملها مريم لا تحب أكل المطاعم كثيراً خرجت مريم وركبت سيارتها وانطلقت إلى مقر عملها هيه مديرة مدرسة للمرحلة الإبتدائية وهيه بالطريق رأت رجلاً إسمه كنعان وهو خفيف العقل (مجنون) ويعرفونه في هذا الحي ويقدمون له من أكل وشراب وماتجود به أنفسهم؛ الذي شدها اليوم إليه بأنه كان يخطط الأرض بعصاه يقسمها مربعات متساويه أحبت مريم أن تداعبه بالكلام قليلاً أوقفت سيارتها بجانبه وسألته: ماذا تفعل يا كنعان*
*قال: أرسم الجنة وأقسمها إلى أجزاء فابتسمت مريم .*
*فقالت له وهي تمد له طعامها: خذ هذا يا كنعان انه لك*
*نظر كنعان لها قائلا: عندما أنتهي من تقسيم وتوزيع أراضي الجنه أنا مشغول الآن*
*قالت له مبتسمة : هل يمكن أن* *آخذ قطعة منها ؟*
*وكم ثمنها ؟*
*نظر إليها وقال : نعم سأبايعك قطعة واحده بعشرين دينار.*
*أعطت مريم المجنون كنعان عشرين دينار وكيس الطعام وذهبت وهيه تبتسم قائله في نفسها شفاك الله ومتعك بالصحة والعافية.*
*وبعد نهاية يوم طويل بالعمل اللتقى الزوجان على طاولة الطعام فقالت مريم وهي تبتسم: تخيل اليوم يا زوجي العزيز وجدت كنعان وهو يخطط الأرض بعصاه ويقسمها يقول إنها أراضي للبيع بالجنه*
*فيصل صاب اهتمامه بتناول الطعام ويقول لها : رأيته وأنا في طريقي إلى العمل لا عقل له لا أعرف كيف أنتم تحبون الحديث إليه*
*قالت له: لا تقول هذا يافيصل أنه طيب ومحتاج أن نساعده ونقف بجانبه وما أصابه من جنون ليس بيده*
*قال لها فيصل : هذا كنعان أشك به مرات به عقل يوزن بلد لا يغركم جنونه ثم ضحك مسترسلا نعم نعم اليوم يوزع أراضي بالجنه وغداً ماذا سيوزع واستمر بالضحك ومريم تنظر إليه مبتسمة كعادتها لدعابة زوجها*وفي ليلتها رأت في المنام أنها في الجنة تأكل وتشرب وهيه سعيده جدآ، وفي الصباح قصت* *الرؤيا على زوجها وما جرى معها مع كنعان المجنون.*
*لم يعطي فيصل لكلام مريم أي إهتمام إنها أحلام عاديه وذهب كعادته يصلي بالمسجد وعند الإنتهاء من الصلاة ألقى التحية على إمام المسجد أخبره بما رأت زوجته بحلمها فبتسم إمام المسجد وهو على درايه بتفسير الأحلام وقال له : هنيئا لها فلقد رأت الجنة فعلاً وماهيه اضغاث أحلام هنيئاً لها بهذه الرؤيا وأسأل الله أن نكون من أصحاب الجنه فذهب عنه وهو يسبح ربه ويحمده وقف فيصل في ذهول مما سمع من إمام المسجد فخرج مسرعا إلى خارج المسجد*وذهب يبحث عن كنعان* *ليشتري قطعة منه وقال له : أريد أن أشتري قطعة من الجنة، كم ثمنها*
*قال كنعان المجنون : لا أبيع .*
*فتعجب فيصل، وقال له : بالأمس بعت قطعة لزوجتي بعشرين دينار .*
*فقال كنعان : إن زوجتك لم تكن تطلب الجنة بالعشرين دينارا، بل كانت تجبر بخاطري، أما أنت فتطلب الجنة* *وحسب ، والجنة ليس لها ثمن محدد، لأن دخولها يمر عبر “جبر الخواطر”*

*عزيزي القارئ عزيزتي القارئه*اجبروا خواطر بعضكم بعضا، فإنه من سار بين الناس جابرا للخواطر أنقذه الله من جوف المخاطر*

*انتهت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى