لهذه الأسباب يريدونها

" حديث الجمعه "

✍️ د. سعاد حسني :

كل شاب في مقتبل حياته يريد أن يرتبط بالفتاة التي تشاركه مشواره، والتى تعينه على متطلباتها، وما تحمله من أسى وفرح، من شقاء وسعادة؛ لهذا هو يدقق ويتمعن في اختيارها، ولا بد أن تتوفر في هذه الفتاة بعض الصفات منها : أن تحظي الأساس والأصل الطيب – الذي يطمئن إليه – والمقصود هنا الاحترام والالتزام وليس الفقر والغنى. وأن تتمتع بالقبول وقسط من الجمال، وأن تكون صبورة حمولة؛ لتشاركه أيامه بحلوها ومرها، كذلك أن تكون حنونة، عطوفة، تمتلك الرقة والعذوبة في المشاعر؛ لتؤنسه في ألامه وجراحه، ولا نغفل أبدآ وقبل كل الصفات التمسك بدين الله وسنة رسوله، وتكون منبعا للعطاء والكرم. هكذا تكون مصر، فكل العالم يريدها، وكل الدنيا تتمناها، كل الأحبة يسعون إليها. والعجيب أن يجتمع في هذا من يحبها، ومن لم يكن كذلك، من يطلب رضاءها ومن يرد أغتصابها والنيل منها. فمصر مركز العالم العربي والإسلامي، متعها الله بموقع متميز يحسدها عليه من زارها ومن لم يزورها. ومصر حباها الله بجمال روحي إلهي قبل جمالها الشكلي، جعلها قبلة وكعبة العلماء من كل حدب وصوب؛ لمن أراد التنوير والضياء الفكري والعقلي. فكم من عالم أتى إليها لينهال من نورها فى شتى المجالات. وعندما نتحدث عن شعبها نقف كثيرا ونتعمق في معدن هذا الشعب الطيب، والذي شهد له الزمان على مر التاريخ الإنساني منذ مجئ الفراعنة إلى وقتنا هذا بالنبل والكرم وعزة النفس، وقبل كل ذلك الصبر والتحمل؛ فكم صبرت أمام المحن والمصائب، أمام كل محتل سولت له نفسه أن يستطيع إذلالها والنيل منها، ولكنها مع مرور الوقت تلقنه درسا تجعله يندم عن مجرد التفكير في غزوها واحتلالها. ومصر تمتلك أكثر من ثلثي أثار العالم مما جعلها مزارا سياحيا متميزا ومختلفا عن كثير من الدول. وتتعدد صفاتها وجمالها الذي لم ينته عند حد، ولكننا نحن لا نستطيع أبدأ أن نتخطى ونغفل نيلها الذي وهبها الله لها، والذي من ذاقه مرة لابد أن يرجع إليه مرة أخرى لهذا وضعه اليهود في مخططاتهم من النيل إلى الفرات. فلماذا النيل بصفة خاصة؟ لأن النيل بكل كرمه وعطائه، وحلاوة مياهه، وطوله وصبره لما يحاكى له؛ فهو في كل ذلك مثل مصر بكل تفاصيلها. وتمر بنا الكلمات وتتعدد بنا السطور ولا ننسى وسط هذا الخذم من الصفات الجميلة تربتها الخصبة الصالحة لكل أنواع الزراعة على اختلاف الفصول الأربعة؛ فالعالم يتهافت على المزروعات المصرية، والتى أصبحت الأن مصدرا للدخل القومي؛ لأنها أصبحت في الصدارة كصادرات للعالم. وعندما نتحدث عن تاريخها وحضارتها فلم نقف كثيرا؛ فالكل يعلمه ولا يغفل عليه. أبعد كل هذا ألا يطمعون فيها؟ أبعد هذا الجمال وهذا الخير لا يريدونها؟ ولكن أي كان مقصدهم، وأي كان مطمعهم، فلا نخاف ولا يهمنا ما يفكرون فيه، وما يسعون إليه، وما يخططون له؛ لأن كيف نخاف وكيف نقلق والله حارسها؟ فمن كان الله معه فمن يكن عليه؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى