الشِّعرُ العربِيِّ وطلاب المدارس
✍🏻 د. ناصر الدسوقي :
بوازرة التربية والتعليم المِصرية
وتحديدًا توجيه التربية المسرحية ،
منذُ أمدٍ بعيدٍ تقوم الوزارة بعمل مسابقة سنوية لتلاميذ المدارس في مرحلة التعليم الأساسي
( ابتدائي وإعدادي )
وطلاب المرحلة الثانوية
وتُنظَّمُ المسابقة تحت عُنوان
( مسابقة إلقاء الشِّعر العربي ) .
تبدأ فعاليات تلك المسابقة
أواخر شهر أكتوبر من كلِّ عامٍ وتكون على ثلاث مراحل حتى نهائي الجمهورية بالنسبة للإبتدائي والإعدادي .
حيث التصفيات على مستوى القِطاعات ،
ثم التصعيد للفائزين للتصفيات على مستوى الإدارة ،
ثم التصفيات على مستوى المحافظة وأخيرا النهائي على مستوى الجمهورية .
أمَّا التعليم الثانوي فله مرحلتين فقط حتى النهائي ،
حيث لا يوجد لهم تصفيات على مستوى القطاعات .
لكن ما هي تلك المسابقة ؟
ما هي قواعدها ؟ ..
مسابقة إلقاء الشِّعر العربي في مصر لطلاب المدارس ،
الهدف منها هو اكتشاف المواهب من بين التلاميذ والطلاب مَن لديهم موهبة
ومَلَكة الإلقاء الشعري ،
حيث التعبير الحركي ،
والتعبير بملامح الوجه ،
والتعبير بنبرة الصوت ،
وأيضًا النُّطق الصحيح للكلمات ومخارج الحروف .
وتُفضِّل الوزارة أن تكون القصائد التي يلقيها المتسابقون حديثةً بعض الشيء ،
وأن تكون هادفةً بمواضيعَ معاصرة تعرضها بالطرحِ والإيحاب ،
حيث أن هناك الكثير من القصائد أصبحت مُعادةً ولا جَدوى من سماعها مجددا .
يأتي الطالب أو التلميذ بقصيدة خارج المنهج
أو يقوم المشرف عليه في المدرسة بإحضار القصيدة ما تتناسب مع الطالب عُمرًا وموضوعًا وإمكانات .
البعض يحفظ قصيدته لكن مع فَهمِ مَعناها ومَغزاها ومعرفة مواطن الجمال فيها ،
وبهذا يستطيع أن يلقيها بإحساس منقطع النظيرِ خصوصا إذا كان لديه أو لديها مَلكاتٍ خاصة في موهبته وصوتٍ يوضح ويُعبِّر عن كل هذا .
هذه المسابقة لها رونقها وجمالها ،
بعيدا عن جوائزها المادية ،
يكفي التتويج بإحدى المراكز الأُوَل على مستوى الجمهورية .
فهو فوز وتتويج من الناحيتين ،
الطالب والقصيدة ، والعكس صحيح ،
وخصوصا إذا كان الطالب أخذ قصيدته عن شاعر يحبه .
كثيرون هم الشعراء
خصوصا في مصر وكثيرة قصائدهم ،
لكن من الذي يكتب ما أحسَّ وصاغ بكلماته مشكلات مجتمعه وقضاياه ؟
ومن الطالب الذي فَهِمَ وأحسَّ ما أحَسَّه الشاعر حين كتَبَ وأبدع في إلقاء القصيدة كما أبدع بعضهم بقصائد لمست أحوال المجتمع في أفراحه وأتراحه .
ومن دواعي الفخر والسرور أني أحد أعضاء لجنة التحكيم لهذه المسابقة وأرى
التلاميذ والطلاب يتغنون بقصائدي على خشبة المسرح .
وفق الله أبناءنا الطلاب في دراستهم ،
والشكر الجزيل للوزارة على السعي الدائم نحو اكتشاف المواهب من أبنائنا الطلاب والطالبات .