مزرعه الذل ” الفصل الأول “

✍🏻 سميرالشحيمي:

*من سار بين الناس بالتملق أدرك ما يبتغيه لا لشيء إلا لهوان نفسه عليه فيرضى بذلك العيش حياة الذل*

المزرعه
يفتح الحارس وليد باب المزرعه لموكب السيارات القادمة تتقدم السياره الأولى بها 3 ركاب السائق والمرافقين يبدوا إنهم طاقم الحراسه وخلفهم سياره فاخرة وبها السائق وبجانب السائق مرافق بالخلف رجل بكامل هيئته وأناقته وبه عباءته (البشت) أمر السائق بإن يقف.
الحارس وليد بكل احترام ووقار لسيده : السيد سفيان نور المكان بوجودك سيدي.
ينزل سفيان نافذته وينظر إلى الحارس وليد بتكبر من ورى نظارته الشمسيه ويقول : أكيد أي مكان من دون أسياده لابد أن يكون ظلام وعتمه ومن يحضرون الساده يعم النور والسرور.
الحارس وليد : كلامك صحيح سيدي سفيان وجودكم بلسم وسعادة.
يشير سفيان لسائق بإن يكمل سيره وتدخل سيارته المزرعه وخلفه سياره أخرى برجاله.
ينطلق الموكب وسط أشجار الصنوبر والمزراع ذات المساحات الخظراء الشاسعه ويملئ المكان بالعاملين بهذه المزارع الواسعه وكل مايمر الموكب على قطعة أرض زراعيه يقف العاملين إحترام لسيد سفيان ويصل إلى الحظائر من الماعز والجمال والابقار والطيور الداجنه ثم مساحه خظراء من بعدها باب آخر مفتوح على مصراعيه ويدخل الموكب ويمر بجانب دوار كبير به نافوره مائيه ويقف أمام قصر كبير يقف رجال ونساء كثر بخط مستقيم يتوقف الموكب وينزل الرجال من سياراتهم ويفتحون الباب لسيد سفيان ويقف شامخاً ينظر إلى المجموعة التي كانت تقف بكل احترام لسيدها اقترب منهم السيد سفيان قائلاً : يا محمود كيف أوضاع العمل و العمال بالمزرعه؟
يخرج محمود من وسط المجموعة المصطفه ويقترب من سفيان قائلاً : سيد سفيان نورت المزرعه (مزرعه قرت العين) وحمدلله على سلامتك وكل من فيها يحمد الله عز وجل بإن حفظكم في حلكم وترحالكم وكل من في المزرعه والعاملين عليها يقومون بأعمالهم على أكمل وجه.
سفيان : جميل جميل يا محمود خلاص خبر الكل يروح شغله.
محمود : مثل ما تأمر يا سيد سفيان.
سفيان : ومر علي بعد ما أغير ملابسي انتظرني عند المجلس الخاص فيني خلف القصر.
محمود : مثل ما تأمر سيد سفيان.
محمود طلب من الجميع العودة إلى أعمالهم بالمزرعة.
يتحرك سفيان بتجاه القصر ويفتح الخدم الباب فكان بإنتظاره صف من الخدم يلقون عليه التحيه ، كانت تقف بآخر الصف إمرأة بغاية الجمال والأناقة شعرها كسواد الليل وقوامها ممشوق ترتدي فستان طويل مخصر من فوق ويتسع إلى تحت نظر إليها سفيان وهو يقول : الكل يروح على شغله.
انتشر الخدم كالنحل في أرجاء القصر واقترب من المرأة الجميلة وأمسك يديها قائلاً : ملكتي الجميلة (روعه) سألتك أكثر من مره شو سر جمالك اللي يزداد في كل يوم وما جاوبتيني.
قبل يديها فبتسمة روعه بخجل ثم قالت : سفيان حمدالله على السلامه نورت المكان بوجودك الغالي وسؤالك أنا ما أعرف اجاوب عليه غير بكلمة (عيونك تشوفني جميلة) وأنا أصلا ما اشوف نفسي بهذاك الجمال اللي جالس تمدحني فيه.
سفيان يجلس وتجلس روعه بجانبه وهو يقول : أنتي مالك وصوف أنتي حورية اللي الكل يتكلم عنها وعن جمالها.
روعه بإبتسامه : بس حوريه سمكه بالبحر.
سفيان : وأنتي حوريه بلأرض.
روعه : خبرني كيف كانت سفرتك حبيبي؟
سفيان يترك يدها ويسند ظهر للخلف ويقول : السفرة حلوه كان ناقص وجودك معاي تعرفي الكل يسأل عنك.
روعه : متهني حبيبي أنا ما كان لي مزاج أسافر هاي الفترة.
سفيان : كيف كانت الأوضاع في قرت العين وعسى العمال يقومون بكل أعمالهم من دون تقصير ومشاكل ؟
روعه : لا تحاتي مثل ماتركت الأمور مثل ماهيه وأنت رجعت مافي شي تغير الكل قايم بشغله محمود المسؤول عن شؤون المزرعه والعاملين قايم بكل شيء.
سفيان : أنا أعرف حتى لو في تقصير أنتي ماراح تخبريني لأنك طيبه كثير وهم يحبونك كثير لكن إدارة أمور المزرعه والعاملين عليها محتاجه حزم.
روعه : أنت يعني شاك أن في تسيب بالمزرعة لما أنت تسافر وأنا مقدر اديرها؟
سفيان : لا ما اقصد هالشي بس كنت اقصد….
قاطعته روعه بوضع يدها على فمه : أنت راجع من السفر ولازم تقوم ترتاح العتب وتفكير بأمور المزرعه راح بتعبك حبيبي.
سفيان يقبل أصابع يدها قائلاً : ويلوموني فيك إذا هويتك وعشقتك.

المزرعه
محمود يمر بعربة التك توك على أرجاء المزرعه ثم يقف بالقرب من حظيرة الدواجن وينزل من العربه ويدخل الحظيرة وهو ينادي : جبر يا جبر وينك يا صاحبي.
يطل جبر برأسه من داخل إحدى الغرف التي يوجد بها قسم خاص لجمع بيض الدواجن وهو يقول : تعال يا محمود أنا هنيه.
يذهب إليه محمود وهو يقول : شو جالس تسوي؟
جبر : أرتب البيض في الصناديق عشان المعزب لا يسوي لنا مشاكل لما يرجع أحس بغثى.
محمود يضحك : الكل يقول نفس الكلام شو نسوي هذا طبعه السيد سفيان وهذا حاله من يوم يومه.
جبر : خلها على الله يقولك شو اللي يحدك على المر غير اللي أمر منه ولا كان أنا تركت هاي العيشه ورحت اشوفلي مكان ثاني.
محمود : الصبر يا جبر الصبر.
جبر : صابرين يا أخوي يا محمود.
محمود : على العموم جاي أخبرك اتجهز كالعادة أربع دجاجات وتوصلهن إلى باب مطبخ القصر السيد سفيان يحب يشرب شوربة الدجاج على العشاء.
جبر : تحت أمرك وأمر سيد سفيان.
محمود : أنا رايح القصر.
جبر : تعال نسولف شوي
محمود : ياليت بس برجع القصر يبيني السيد سفيان ولازم انتظره تعرف إذا تأخرت عليه بيسفل فيني.
جبر : كان الله بالعون ربي يحفظك.
يغادر محمود بالعربه باتجاه القصر.

يتبع…

Related Articles

اترك تعليقاً

Back to top button