قصة الأمس
✍🏻 مرشدة يوسف فلمبان :
في جلسة تكتنفها ثورة محمومة.. بينهاوبين ذاتها الجريحة.. تستعيد ذكرى حكاياهامع حب عمرها المندس خلف أسوار السنين..
ماأعجب هذه الدنيا.. حلوها.. ومرها.
قبل نصف قرن من الزمان وفي فترة من أصعب مراحل العمر كانا يلتقيان هي وصديق طفولتها.. صندوق أسرارها.. لقاءات يشوبها الخجل.. يتحاشيان النظر إلى بعضهما..
هي تخشى اختلاس النظر إلى ملامحه وهومطأطيء الرأس خجلََا.. رباه ماهذا الشعور الغريب.. هل هذا هو الحب؟
كان بودهالو تعلما كيفية اللقاء.. وبأي طريقة يلقي كيوبيد سهمه بين قلبيهما.. لكنهما كانا صغيرين في محراب الدنيا.. بقياهكذا لقاء بلا مواعيد.. لحظات يغمرها النقاء والصفاء..
في يوم ما وفي غمرة هذه اللقاءات المتأرجحة بين براءة العمر..وهمس النبض.. أفترقا بدون وداع.. ولا دموع.. وكأن كل مابينهماتلاشى كسحابة عابرة.. بعد فجاءة الفراق هي غادرت دنياه الخرساء إلى عالم مجهول.. عاشت سجينة الحياة في تفاصيلها التي أكرهت عليها.. عاشت سنوات الضياع النفسي في زمن العتمة.. مجبرة على التعايش في أجواء ملبدة بالتقطيب والإنكسار..والعنف الأسري فخطى السنوات السوداء تمنت نسيانها على هامش الذكريات لماض تجاهلت وجوده في معترك حياتها الجديدة.. حتمََا رفيق صباها ربما لم يدرك معنى وجودها معه فعلاقتهمامعََا لم تتضح بها صورة تلك اللقاءات العابرة في ظلال الحب الصامت.. وفي غمرة الأحداث وتوالي الظروف الحياتية عبر السنين نسيت ملامحه.. ربما نسي قسمات وجهها.. وصورة ملامحها في الزمن المنسي.
هكذا مرت بها الأيام تسابق بعضها.. فكانت له حياته الخاصة.. ولهاحياتها المدعومة بصراعات الأحداث الأليَمة بين ضفاف السنين.
هو منشغل بزواجه وأبنائه ودراسته وأبحاثه.. ومناصبه.. ولم تعلم هي عن مسيرة حياته شيئََا.. أو موقعه في مساحات الدنيا
تتساءل عنه ولم تلق ردََا على تساؤلاتها.
مرت السنون في محطات العمر تتجرع من كؤوس الأنين حتى الثمالة.. سرق الزمن سعادتها.. واستباح التوجع أحلامها.. وذبح القهر لحظاتها في كل مراحل عمرها.
كانت تلهث خلف أحلام صعب تحقيقهافي زمن الإستحالة.. ومضى بها قطار العمر ساذجة المشاعر.. جمود في العاطفة..
تصحرعلى فيافي قلبها..
وفي ذات ربيع.. ووسط ذهولهاوشرودها.. أطل عليها من عمق الحنين.. عبرموجات الهاتف المحمول وسطوره العبقة بشذا الأيام راسمََا إسمه الذي لم تغفل عنه قط.. فهو منقوش في جدار ذاكرتها.. وعمق نبضها.. ولكن إسم بلا ملامح.
تلاقيا بعد جهود مكثفة. ومحاولات تعريفية عسيرة.. تفاجأت بملامحه التي غيرتها سنوات البعاد.. وصورته الجميلة المرسومةفي زمن النقاء وأيام الصبا تحولت إلى ملامح وقار وقد غزا الشيب مفرقه..
رباه ما أعجب مفاجآت الأقدار حلوها.. ومرها..!!
هكذا عاد إليها بعمر ثان.. وبصورة جديدة.. وحب يتجدد بمعزوفة أجمل.. بعد سنوات الحرمان وفوات أوان الصبا.. هي قصة الأمس أضحت (حب العمر الجميل)