*رفقًا بمشاعر الإنسان*
✍🏻 صالح الريمي :
بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسًا مع إحدى زوجاته، أقبلت عليه زوجته صفية بنت حُيَي رضي الله عنها فقالت: “حسبك من صفية كذا وكذا” – تعني أنها قصيرة -، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد قُلتِ كلمة لو مُزِجَتْ بماء البحر لمَزَجَتْهُ)، أي لخلطت ماء البحر، واليوم من خلال متابعتي لوسائل التواصل الإكتروني، بصراحة هالني ما وجدته من بعض الناس بالتنابز بالألقاب، وانزعجت كثيرًا من الإستهزاء بالآخرين، والكم الهائل والرهيب من النكت والطرف، والأدهى من ذلك التعيير بالجنسية والسخرية من المهن الشريفة.
فلو سألنا أنفسنا وماذا بعد ذلك؟ ماذا استفدنا من هذا الإستهزاء؟ لماذا نتنابز بألقابنا ونحتقر جنسياتنا؟ لماذا نسعى لقطع حبال المودة فينا بيننا؟ لماذا نؤجج مشاعر الغير بالسخرية؟ لماذا نجلب لأنفسنا حب الكراهية؟ هل نحب أن يعاملنا الناس بالمثل؟؟
أقول للساخرين ومن هم على شاكلتهم، ألم ينهانا ديننا وأخلاقنا وعادتنا وتقاليدنا عن هذا الفعل الشنيع والخلق الوضيع؟ إذًا لماذا كشعوب ﻻ ﻧﺠﻴﺪ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ من بعضنا؟ ﻭلا نتفنن إلا باﻻﺳﺘﻬﺰﺍﺀ بالآخرين؟ ولا نرتاح حتى نتنابر بالألقاب؟
هل نسينا كمسلمين عدالة رب العالمين التي تقول: (كما تدين تدان)، فمن أهنته اليوم فغدًا أنت به مهان، ومن أذيته اليوم سيسلط الله عليك من يؤذيك غدًا، والدنيا دوارة، وما تحصده أجسادنا من الطاعات والأعمال الصالحة قد تحرقه ألسنتنا بالسخرية والإستهزاء بالآخرين، والصمت خير والتغافل منهج الصالحين، فقل خيرًا أو اصمت، وسلامة المرء بين فكيه.
*ترويقة:*
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ)، وقال تعالى: (وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ)، وقال رسول الهدى عليه الصلاة والسلام: (وهل يُكب الناس على وجوههم في النار الا حصائد السنتهم)، وقال أيضًا: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت).
*ومضة:*
إذا أردت السلامة والعافية! فكن جميلًا وانطق جميلًا أو تجمّل بالسكوت خيرًا لك ولمن تحب، ورفقًا بمشاعر الإنسان.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*