رحلة حواء
الشخصية الخامسة عشر من كتابي الجديد شخصيات مؤثرة
✍🏻محمد ابراهيم الشقيفى :
اللوحات الفنية ذات الصلة الوثيقة بالواقع المشحون داخل خلايا وجدان شجن الدموع هي قطع نادرة الوجود بطلتها جديرة بالحديث عنها من خلال التصوير الخيالي .
حتماً الصبغة الجمالية ذات الحرفية اترسم السعادة علي ملامح الدنيا تجسد سحر البراءة فى وجه فراشة متلونة جذابة تتألق مع مطلع الفجر ونسيم الصباح حين تتأمل ريشة الفنان العيون تتحسس إبداع الزهور تبحث فى جمال الوجود تهرول فى رحاب الأرض تعطي للعالم نبذة عن طريق إبداعي كيف يكون الذوق الراقي المنبثق من ألوان الطيف . حواء التي ترسم ملامح الشوق والخوف علي وجه به تجاعيد قسوة الحياة بفرشاة صغيرة عبرت بها عن المصداقية والشفافية والنزاهة المطلوبة في الشخصية الفنية التي تعكس رؤية واضحة المعالم دون تزيين للوقائع.
ذات الأيدي الناعمة والفنانة القديرة دعمت من خلال أغلب لوحاتها الطبقة العاملة فقد رسمت المشاهد شبه اليومية التي تواكب كفاح البشر لقد أطلقوا عليها اسم فنانة الشعب وانا بكل تواضع جم أراها حواء القرن التي تتمتع بقبول فائق وتلقائية عجيبة تبث لروح المشاهد والمتابع لأعمالها عبق الزهور ورحيق السكون من بين ثنايا الطمأنينة.
نرى كل أنواع المشاعر وألوان الحياة في لوحاتها الإبداعية التي تعكس رؤية وضوح النهار ودماثة الليل وشعاع النور الأبيض والخيط الأسود نجحت فى وصفها المتميز لكل من العناء والمشقة التي تتعرض لها المرأة والرجل من أجل بناء حياة مليئة بالود والوئام لوحاتها الفنية غنية بالمعاني الرائعة المعبرة لها فلسفة ومنطق رائع مختلفة فى خصوصيتها رغم أن الفرشاة واللون واحد بيد اغلب الفنانين والفنانات تداعب الروح تلك الأنامل الذهبية التي استخدمت اللون الأحمر تارة لتعبر عن نزيف الدم وفي البعض الآخر عبرت بذات اللون الأحمر عن لون الورد واستطاعت الفنانة جيهان ربيع أن تصنع الازدواجية بين الفن التشكيلي كموهبة وبين التربية والتعليم كتدريس منهجي أرادت أن تنشئ رباط من نوع متفرد بين أعمالها الفنية والذوق العام للجمهور أحدثت ثورة أوجدت صلة وثيقة بين الحالة العاطفية والمزاج الفني تملك أدوات مختلفة تعبر عن عمق فى الإحساس لديها سمه فنيه فريدة تستخدم الألوان وكأنها ترقص على نغم سلم موسيقى تعزف تؤثر في الوجدان والعقل بل تجعل القلب يقع فى شباك الأسر من سحر الفن التشكيلي كل هذا بأدوات بسيطة بل أقل فقد استطاعت بقلم رصاص متوسط صغير الحجم أن تضيف ميزة تنافسية بين أحضان الطبيعة الخلابة جرئتها إسلوب حياة لوحاتها مليئة بالحيوية إنها فنانة جميلة بالفطرة إنسانة عطاءة تؤمن بمبادئ مجتمعها الشرقى وتؤثر فيها كل تفاصيل الريف من أسوان إلى الصعيد تصور الريشة بين أناملها خفة الظل التي جعلت من إبداعات موهبتها منارة للفن .
لقد عكست الواقع البسيط والجانب الإنساني للمجتمع عن طريق التعبير بالفن لها تأثير قوي علي فرشاه بين أناملها إستطاعت أن تترجم حكايات أهل الريف والحضر جسدت الشخصية بميزان حساس يبهر العقول يستحوذ علي القلوب يتخلل شريان الحياه بلا استئذان.
سلطت الضوء على نبراس الأمل فى محاكاة العقل والمنطق استخدمت أساليب جريئة حتى كادت أن تنطق اللوحة الفنية فى أرض المعارض تعبر زخرفتها والوانها الزيتية عما يدور داخلها من صراع وحب وجمال يستوعبه المتلقي بكل سهولة لنا دروس وعبر من خلال ريشة الفن التشكيلي التي منها نتعلم ونعتبر .
أحاول جاهداً أن اعتمد في إلقاء الضوء علي هذه الشخصية على بعض التفاصيل الهامة التي تنسج خيوط الشمس من أشعة الإثارة والتشويق فهي عميدة أكاديمية ريشة ومداد الإنسانية عملت فترة طويلة بإعداد البرامج التي تهتم الفنون التشكيلية ليس من السهل أن نطلق على مبدعة مهما بلغت موهبتها أنها أميرة تتربع على عرش القلوب إلا إذا كان لها مردود إيجابي علي المجتمع فقد شاركت بالعديد من المعارض الدولية داخل وخارج مصر.
قد يفوز بجائزة الأوسكار أكثر من عمل فنى فى مهرجان دولي لكن المبهر بحق أن يجتمع جيل الفن التشكيلي وهو بقدر كافي من الوعي ورغم اختلاف الثقافات واللهجات بل والحضارات فى الوطن العربي ويطلق الجميع لقب في محتوى ذاته كنز استخرج من قاع بحر هاديء الموج به تاج مرصع بالماس حر على جانبية لؤلؤة بها كل ألوان السحر الخلاب المتناثرة فى الكون تحمله بكل عزيمة وإصرار فوق رأسها انها فنانة الشعب تلك الوردة البيضاء التى ينبض وجدانها نقاء الفنانة التشكيلية جيهان ربيع فاضل بنت الريف المصرى مواليد محافظة الجيزة التي جمعت بين الفن روائع التشكيلي وبين عملها في التعليم الفني الصناعي حتي صارت موجه عام أول دون تقصير بل هي نموذج مشرف وقامة كبيرة نفخر بمجهوداتها حصلت علي العديد من الجوائز والأوسمة عام ٢٠٢٢ لها معارض أقيمت علي مسرح الصرح الفني العملاق بدار الأوبرا المصرية تحت عنوان حدوتة مصرية وحضره الوزير المفوض لجامعة الدول العربية ومن ثراء اللوحات الفنية تم استضافة ذات المعرض بمكتبة القاهرة الكبري فضلاً عما حققه من نجاح ساحق علي الساحة الفنية.
بصمتها القوية واضحة فى معارضها المحلية والدولية وهي تعكس في دار الأوبرا المصرية في معرضها حدوتة مصرية مدي بساطة الريف المصري وأيضاً مدي معاناة المرأة مع زوجها وجسدت متانة العلاقات وصلابة ظهر المرأة وهي تحمل فوق عاتقها امبوبة غاز حديدية وفي وجهها ابتسامة عريضة دون شكوي أو تذمر كما استطاعت في أكثر من لوحة إبداعية أن تصف مشاعر العائلة والأسرة ومدي تضحيات الرجل من أجل أبناءه وبناته ظهر ذلك جليا في معرضين جوهريين هما حدوتة مصرية بتاريخ ٢٠٢٣/١/٥ ورحلة حواء بتاريخ٢٤/ ٢٠٢٤/٨/وكأنها تبلور درب الحياة بمخيلتها الصادقة وإحساسها الرائع لكن من خلال إكليلا من الزهور المدعومة الوانها بريشة فنانة مناضلة تعي قدر الإمكان ماهية الإنسان