لاتخنقوا النعيم ….!!!

✍️ راضي غربي العنزي:

لماذا لا يحدثونا عن نعيم القبر؟ لماذا لا أحد يحدثنا عن جمال وروعة لقاء ربنا سبحانه وتعالى؟ لماذا لا يقولون لنا بأننا حين نموت سنبقى بين يدي أرحم الراحمين.. بين يدي من هو أرحم بالمرء من أمه.. رأى النبي صلى الله عليه وسلم دابة تبعد حافرها عن ابنها حتى لا تؤذيه.. فقال للصحابة: (إن ربّنا أرحم بنا من الأم على ابنها)..

لماذا حديثنا الدائم عن عذاب القبر؟ لماذا يكرهونا بالموت ويخوفوننا منه؟ حتى صرنا نحس بأن ربنا سوف يعذبنا عذاباً لا يخطر على عقل بشر؟ لماذا نفكر أن ربنا سيعذّب فقط؟ لماذا لا نفكّر بإن ربنا سوف يرحم؟ لماذا لا يحدثوننا عن أحوال الصالحين في قبورهم؟ حتى نسعى لنكون منهم.. لماذا لا يقولون لنا: إن الإنسان المؤمن الحسن الخلق عندما يجيب على أسئلة منكر ونكير في القبر سيقول ربنا سبحانه وتعالى:( صَدَقَ عَبْدي! فَأفْرِشُوهُ مِنَ الجَنَّة وأطْعِمُوهُ مِنَ الجَنَّة وافْتَحُوا لَهُ بابًا إلى الجَنَّة فَيَأتِيه من رَوْحِها ورَيْحَانِها وينْظُرُ إلى مقعده من الجَنَّة.. فيبدأ يلحّ على ربّنا: ربِّ أقِمْ الساعة، ربِّ أقِمْ السَّاعَة!) حتى يطمئن ويذهب إلى جنته.. قال الحق سبحانه وتعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي).. لماذا لا يقولون إن عملنا الصالح لن يفارقنا وسيبقى معنا يؤنس وحدتنا.. قال النبي عن هذا الموقف: (فهم أشد فرحاً به من أحدكم بغائبه يقدم عليه).. الموت “راحة” من غم وتعب الدنيا فالموت للصالحين إنما هو راحة.. لهذا نحن مطالبون بالدعاء.. “اللهم أجعل الموت راحة لنا من كل شر”.

هناك مسلم عاصٍ ولكنه ليس كافراً بالله ولا مطروداً من رحمة الله.. قال النبي صل الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة يتطاول لها إبليس أن تصيبه).. أي أنّ ربّنا سبحانه وتعالى سيغفر مغفرة كبيرة لدرجة أن إبليس يطمع أن يُغفر له.. وابن مسعود قال: (ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة لم تخطر على قلب بشر).. ربنا ماخلقنا لأجل أن يعذبنا ربنا قال لنا ما يريده منّا وما لا يريده. ونحن نعرف ماذا يرضيه (بالطاعة) وماذا يغضبه..(بالمعصية)..

قال الحق سبحانه وتعالى: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا)..

نحن من يختار.. ورغم تقصيرنا فإن ربنا رحيم بنا.. ولكن هذا لا يعني أن نتطاول على حقوق ربنا سبحانه وتعالى بالمعصية.. اللهم أجعل خير أعمالنا خواتمها وخير أعمارنا أواخرها وخير أيامنا يوم أن نلقاك فيه..————–
*الهيئة العامةلتنظيم الاعلام. 479438

Related Articles

Back to top button