دروس من ذكرى أكتوبر 2

حديث الجمعة

✍️ د / سعاد حسني :

ذكرنا فيما سبق أن هناك عنصرين مهمين فى تحقيق النصر وهما : الكتمان و المفاجأة. والذي كانا لهما دور كبير في تحقيق النصر. فقد أخفى تماما الزعيم محمد أنور السادات الاستعداد للحرب، وأدمر الأمر فى نفسه دون الإعلان عنه. وعندما كان يسأل عن الحرب، كانت الإجابة غير مستعدين لها. يا له من ذكاء قائد مخضرم، يعلم علم القين طبيعة عدوه. أما عنصر المفاجأة فكان له أثر خارق فى هذا النصر العظيم. فاليوم ( السبت) يوم إجازة اليهود، والوقت فى وسط النهار والشمس ساطعة ومشرقة ( الساعة الثانية ظهرا). جرأة لم يكررها الزمان أبدأ. وفى ذات الوقت الجنود المصرية ترقص و َتغني على الضفة وكأن لم يشغلهم ما ألم بهم من هزيمة، وأن فكرة الحرب لم تعد تعنيهم. ولكن كل هذا ما هو إلا خداع للعدو. أما إذا تطرقنا إلى سبب النصر الأساسي فهو الإيمان الصادق بالله – سبحانه وتعالى _ فالذي كان يحرك الجندى المصري هو الإيمان الصادق بالله، الواثق من نصر الله. والذى كان يحرك القيادة المصرية هو الإيمان الصادق، الواثق بالله، وأن الله يحرس هذه الأرض، ولا يريد بها سؤ أبدأ مهما طال الزمن. فكانت كلمة الله أكبر الخارجة من القلب تهز العدو، وترعبه، وتحطمه نفسيا. وعندما. نتكلم عن سبب الصبر فياله من سبب عظيم، حيث الفرج دائما َراء الصبر، والله دائما مع من يصبر ويتحمل، ويأخذ بالأسباب، ومن أجل هذا يقول: جل شأنه ” إن الله مع الصابرين” كما يقول: سبحانه ” الله ولي الصابرين” فكم صبرت مصر على المحتل وغطرسته. َوكم صبر الشعب المصري على التجبر منه. ولكن هيهات هيهات، فكل رماد تحته بركان نار تحرق وتدمر من يقترب منها. وهكذا كانت نفوس المصريين. وهنا نأتي إلى أخر سبب، ولو أنه من أعظم الأسباب ألا وهو الجندي المصرى فالجندي المصري لا يضاهيه فى العام كله جندي. فهو عاشق لتراب بلده، وهو العين الحارسة عليها، وهو يد الله فى الأرض. فمن أجل ذلك يقول: الرسول (صلى الله عليه وسلم) ( إن الجنود المصرية خير أجناد الأرض) صدقت يا رسول الله. فالجندي المصري يخرج من مصنع الرجال ( الجيش المصري)، الذى نفتخر به، ونرفع له القبعة؛ لما عليه من العزة والكرامة، والمجد، والشرف. ويكفينا شرفا نحن المصريون أن ننعم بجيش هو الأول على الشرق الأوسط. فاليتنا نعيش بروح أكتوبر 73،، ونعمل بروح أكتوبر 73. ونأخد بالأسباب كما حدث فى أكتوبر 73. ولا ننسى أبدأ المسبب، صاحب النصر والفضل الله – سبحانه وتعالى _ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى