الوتر الحزين

✍️ علي الشمري – بغداد :

ذلك الكمان وأوتاره كان يواصل نشر انغامه الرقيقة. العازف كان يتبع النوتات المكتوبة على السلم الموسيقي، مما كان يسمح للأوتار بإنتاج أصوات تسعد الروح. كل الأوتار كانت تستمتع بدورها في انتاج الموسيقى إلا وترًا واحدًا كان مخصصًا لعزف النغمات الحزينة، وهو ما كان يعكر صفوه؛ إذ كان يفضل إدخال الفرحة إلى قلوب المستمعين. في لحظة معينة من العزف، قرر ذاك الوتر الحزين أن يخالف السياق ويعزف لحنًا مفرحًا، ما أفسد التناغم في العزف. العازف، غير مدرك للخلل، استسلم للحيرة وتوقف عن العزف ليأخذ استراحة. خلال ذلك الوقت، واجه الوتر الحزين موجة من الغضب من باقي الأوتار. عندما شرح رغبته، سمعته عصا العزف وأجابته مباشرةً بأن لكل وتر دور يجب أن يؤديه بأفضل ما لديه؛ بعضنا موجود لينثر الفرح والبعض الآخر ليعبر عن الحزن. دورك هو التعاطف مع المتألمين، فأنت تقدم العزاء في لحظات الألم، وهذا يضعهم على طريق تخطي معاناتهم. هكذا، أدرك الوتر مهمته وعندما عاد العازف ليستأنف العزف، لعب الوتر التعيس النغمات الحزينة بشكل أبدع ما كان، مخلفًا وقعًا عميقًا حتى على قلب العازف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى