لــغــتــنــا هُــوّيــتــنــا
تقرير – حسن عواجي :
العبارة مَنْ مَنَّ مِنْ مَنٍّ مُنَّ مِنَ المَنَّانِ وتعني :من أعطى مما أعطاه الله، زيد له في النعم.
تُعتبر هذه الجملة مثالاً لعبارات الجناس والتورية اللغوية المعقدة التي تستخدم في البلاغة العربية.
الشرح البلاغي:
هذه العبارة تتضمن عدة صور بلاغية من علم البديع والبيان ومن أبرزها:
1. الجناس:
يوجد جناس تام بين الكلمات مثل مَنٍّ و مُنَّ و المَنَّانِ حيث تتشابه الكلمات في الشكل وتختلف في المعنى.
هذا الأسلوب يضفي على العبارة نوعًا من الموسيقى اللفظية والجمال اللغوي.
2. التكرار:
تكرار الحروف والكلمات مثل “مَنَّ و مَنٍّ يعزز الإيقاع ويساهم في تثبيت المعاني في ذهن المستمع.
3. التورية:
هناك تورية لطيفة في استخدام كلمة المَنَّانِ حيث تشير إلى الله سبحانه وتعالى وهو تعبير يستخدم للتلميح إلى سخاء الله وجوده دون التصريح بذلك بشكل مباشر.
4. السجع:
استخدام الكلمات المتشابهة صوتياً في نهاية الجمل مثل مَنَّ مَنٍّ مَنَّانِ يعطي نوعاً من الإيقاع الموسيقي الذي يضفي على الجملة رونقاً خاصاً ويزيد من قوة تأثيرها.
5. الطباق:
يمكن اعتبار وجود نوع من التضاد الخفي بين مفاهيم الإعطاء والقبول في هذه الجملة حيث يوجد تباين بين العطاء من المنان والقبول من الإنسان وهذا يضفي عمقاً أكبر على العبارة.
الخلاصة:
العبارة مَنْ مَنَّ مِنْ مَنٍّ مُنَّ مِنَ المَنَّانِ تُعد مثالاً متقناً لاستخدام البلاغة والبديع في اللغة العربية حيث تعتمد على جمالية الجناس والتكرار والسجع لإيصال معنى العطاء الإلهي والتفضل بأسلوب مؤثر وعميق.
هذه الجماليات البلاغية تضفي على النص تناغماً وسلاسة تجعلها تبقى في ذهن المتلقي.