رسميًا بدأ يومي

✍️ صالح الريمي :

وحضرت اللحظات الأخيرة للراحل بالصوت والصورة، لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا لله وإنا إليه راجعون كم آلمني خبر وفاتك وأني لن أراك مجددًا، ولن أرى بعد اليوم ذلك الوجه المشرق والقلب الطيب الذي يحمل الحب لكل من عرفه، فعند حضوره يملأ المكان جمالًا وسرورًا بروحه الطاهرة النقية وأخلاقه العالية..
عنوان مقالي هو آخر ما كتبه صديقي العزيز الخلوق والكوميدي البارع وأحد مشاهير السناب شات، أنه محمد بن رافعة رحمة الله تعالي قبل وفاته بلحظات بعد أن صور آخر سناب شات له، ثم حصل له حادث سير أليم ومأساوي، كتب في آخر سناب شات له “رسمياً بدأ يومي”.

من المصادفة العجيبة أمس الأحد صباحًا وصلتني رسالة منه يقول فيها: “دعواتك لي اليوم”، وياريت تتابعني عبر السناب، قرأتها على عجل وبحكم أني لست من هواة السناب شات، ولا أتابع كثيرًا السنابيين إلا ماندر، ومن الغريب أن صاحب الرسالة يطلب مني متابعته وأعطيه رأيي المتواضع على غير العادة..
قرأت رسالته وذهبت إلى عملي وانشغلت مع صديقي ولم أتابع سنابه، وفي آخر الليل عندما وصلت سكني، فتحت متصفح التويتر (X) فإذا بالصدمة الكبيرة والخبر المؤلم والفاجعة التي صدعت رأسي بوفاة الأخ محمد بن رافعة، فتحت سنابه سريعًا فإذا هو مصور آخر سناب كتبه فيه “رسميًا بدأ يومي”.

نعم رسميًا بدأ يوم محمد بن رافعة إلى الدار الآخرة، محمد كان يشع حركةً ونشاطًا ويتنقل من هنا وهناك، شاب في ريعان شبابه، بصحة وعافيه، لكن الموت داهمه، بعد حادث سير، لقد مات والموت ليس نهاية الحياة، بل الموت هو بداية الحياة الأبدية السرمدية، والله سبحانه هو الذي خلق الْموت والحياة، فنحيا لنموت ونموت لنحيا، والحياة الدنيا تنتهي بالموت، والحياة الآخرة تنتهي بالأبد والبقاء.

*ترويقة:*
حين يأتي يوم الرحلة الطويلة جدًا إلى الدار الآخرة فسيصبح كل ما نملكه من متاع الدُنيا وكل ما حصلنا عليه من شهرة وثناء من غير أيِّ قِيمة أو مَعنى، أي سراب في سراب في وهم، شيء واحد ستكون له قيمة هو عملنا الصالح الءي نلقى عليه ربي، اللهم أعنّا على ذكرك و شكرك وحسن عبادتك.

*ومضة:*
الحياة الدنيا هي مزرعة للآخرة، فما تزرعه سوف تحصده، فانظر ماذا تزرع؟ قال الله تعالى: (يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي).

*

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى